محمد المنيف : الألوان وسيطة بين مشاعر الفنان ولوحاته
بقلم ــ نوره محمد بابعير
محمد عبدالعزيز المنيف فنان تشكيلي ، تأثرت رسماته بالبيوت القديمة التراثية في القرية و محيطها ، كتب في زوايا الصحف بحركة الفن التشكيلي السعودي ، عمل مدرسًا في الفنون ، شارك في عدة معارض وعمل معرضه الشخصي " كما أراها " و شارك في معرض " شواهد على الفن " أطلقتها وزارة الثقافة السعودية ، وتكرم ضمن نخبة رواد الفن التشكيلي ، وشارك في أغلب المعارض التشكيلية السعودية في الخارج ، ولديه عدة لقاءات تلفزيونية تحدث في برنامج ريشة عَن علاقته مع الفن وكيف أضافت له منذ صغره كان الفن يثير شغفه بما يحيط به وظلت لوحاته تشهد له أبداعه .
-بين الفكر والرسم خيال ، يصنع من وحيه الإبداع ، معروف أن انطباعك في الرسم بين بساطة البيوت القديمة التراثية تحدث عن العوامل التي جعلتك تميل إلى هذا النوع من الرسم
نتيجة لولادتي في قرية جعلتني مسكونا بكل ما فيها وأصبحت جزء من تكويني الذهني والنفسي الى يومنا هذا ولهذا لم تفارقني في مختزلي البصري الذي تتغذى منه لوحاتي .
-هل هناك دوافع دائما تحرض الرسام على رسمته ، وعلى ماذا يعتمد الرسام ، وماذا يعتمد محمد المنيف في طريقة رسمه ؟
للثقافة دور كبير خصوصا في مجال الفرد و كوني نشأت محبا للرسم (الفنون التشكيلية لاحقا )تطلب ذلك الانعكاس فية كل ما يتعلق به ومن هنا أصبحت أعتمد على التعامل مع ما تمليه الفكرة لتصبح عملا فنيا له خصوصيته التي يطلق عليها أسلوب او هوية الفنان .
-يتغذى الكاتب من خلال ثقافته ، ويتغذى الرسام من خلال الوانه ، كيف محمد المنيف يتعامل مع الألوان في طريقة رسمه ؟
الألوان وسيطة بين مشاعر الفنان ولوحاته ثم المتلقي وليست دائما محققة للهدف إذا خالفت مشاعر الفنان فأصبح مجرد دهان أما انا فالالوان مستخلصة من تجارب ورؤية مباشرة اختلطت في الذاكرة من مزارع القرية وتقلبات فصول السنة ومشاهداتي لتغيرات الأفق عند الغروب او إشراق الشمس التي لا يراها أبناء المدن ..مع ما يطرأ من تغير في ألوان المباني واسقاطات ألوان الطيف على مدار تحرك الشمس او هطول المطر ...
-كنت في مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ، تحدث عن تجربتك فيها كمسؤول يحمل رسالة الفن من خلال الرسم ؟
جمعية التشكيليين تجربة متعبة كونها لا دخل ولا ميزانيات لها مما تجبرني على الاستنجاد بأصدقاء من رجال أعمال لاقامة ملتقيين على مستوى المملكة مع ما تحقق للجمعية بدعم من المسؤولين في ذلك الوقت في وزارة الثقافة والإعلام وأمانة الرياض ومنحنا أرض بمساحة عشرة آلاف وثمان مية متر لا أعلم الآن مصيرها، كانت حلم كبير تلاشى بسبب الكثير من المواقف لا داع لذكرها .
-بين الكتابة عن فنون الرسم ، وبين المتعة في ممارسة الفرشة علَى اللوحات ، حدثنا عن تأثير الفن على محمد المنيف منَ زاويتين الكتابة عن ثقافة الرسم وبين تنفيذها على لوحاتك ؟
تحرير الصفحة التشكيلية في جريدة الجزيرة وعلى مدى أربعين عام قربني كثيرا من الفنانين وكل جديد محليا وعربيا ومنحتني الإطلاع وحضور المناسبات الخليجية والعربية لتغطيتها لكنها ابعدتني عن المشاركات واقامة المعارض وافقت عملي في المرسم وتسويق لوحاتي فقط .
-كنت كاتبًا ومحررًا فنيًا ، من خلال تحريرك عن الفن ، هل هناك مواقف أثارت شجونك لتتحدى إبداعها برسمة منك ؟
بالعكس كل ما يمر بي من لوحات ومعارض أقوم بنشرها تزيدني خبرة والإعلام واكتشاف نقاط الضعف والقوة في الساحة ومتابعة المواهب الذين أصبح كثير منهم ممن يشار لهم بالبنان
-العلم و المعلم ، كنت معلمًا للفنون " تربية فنية " لمدة 25 عامًا ، ماذا تركت لك هذه المهنة من إنطباع وماذا تركت لها انت ؟
تعليمي للتربية الفنية في قريتي أولا ثم معهد العاصمة اكسبني خبرات وإلهام من كثير من التلاميذ دون قصد فاعمالهم ولوحاتهم التي تأتي من الفطرة دون رقيب تخرج أكثر إشراقا وصدق أكثر من لوحات الكبار الإحاطة برقابة النقد . أما ما قدمته للتعليم فمهما عملنا لن نحقق ما نطمح اليه .
-شاركت في عدة معارض للفنون " كما أراها " و شواهد على الفن " تحدث عن تلك المشاركات ماذا أضافت للرسام محمد المنيف ، هل أعطتك الاتساع في النشر ؟
شواهد على الفن تكريمي كبير من وزارة الثقافة لم أتوقعه فجاء كالمحفز للعودة للمعارض أما كما أراها فهي أيضا دعوة كريمة من الأميرة أضواء بنت يزيد التي أضافت تكريم جديدًا بدعوتك لإقامة المعرض مما دفعني للرسم يوميا ..وأكيد كان لهذه المعارض دور في الانتشار واعادتي للساحة .
-الرسم قد يكون شغف لكن ماذا يحتاج الرسام حتى يصبح محترفًا فيه ؟
اولاً الموهبة وليست الهواية التي يم، بها الشخص مرو، الكرام فالموهبة تسكن الفنان منذ البدايات يتبعها البحث والتجريب والاطلاع والقراءة. ثم دوام العمل في المرسم دون انقطاع لياتي دور الاحتراف ..
-تكرمت عدة تكريم من مؤسسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ( مسك ) كنخبة من رواد الفن التشكيلي و وسام المبدعين بترشيح من وزارة الثقافة والإعلام ، تحدث عنها ، و كيف كانت تلك اللحظة وهل تحولت لدافع أقوى في استمرارك للرسم ؟
التكريم جزء من غذاء مواصلة العطاء ودليل على أن الفنان او أي مبدع. باق في ذاكرة المسؤلين وتكريمي من مؤسسة مسك ليست في الدرع بل في أسمها واسم راعيها ولي العهد يحفظه الله ومن قام بالتنفيذ كما أن وزارة الثقافة والإعلام سابقا التي منحتني وسام الخليج كانت أيضا قد وضعت المبدعين في قائمة اهتماماتها مع ما سبقها كن وضع اسمي في أحد ممرات معرض الكتاب قبل سنوات.
-كانت لك زاوية للنشر " للرسم معنى " لو تركت لك مساحة لتوصف لنا مسمى الرواية بهذا الاسم ماذا ستكتب لنا عن الرسم ؟
الرسم قبل الكتابة ولهذا فهو المعبر عن المشاعر قبل الحرف والكلمة ولهذا نرى إقبال الأطفال على الألوان والأوراق قبل دخولهم المدرسة وحتى النطق .وهذا يكفي أن نقول أن للرسم معنى أكثر منه شكل أو شيء من الجمال .
-تحدثت في إحدى لقاءاتك بأن قلة أعمالك في الرسم و قل ظهورك ، لماذا ؟
انا لا أقتنع بكل ما ارسمه ولهذا اتردد في تنفيذ الأعمال رغم ترددي على مرسمي يوميا ورسم الاسكتشات وأحيانًا انفذها على اللوحات ..أما قلة الظهور فإما أحترم أعمالي ومسيرتي فلا أقبل غير الجيد المستحق للمشاركة فالساحة اليوم لا تفرق بين تجارب ناضجة وأخرى لا زالت في حيز البدايات.