دراما الطفل الرمضانية: دور مهمش داخل سياق درامي هش

حوار - أكابر الأحمدي
عمرت أجندة دراما الطفل في رمضان بالعديد من العروض والأعمال المختلفة الموجهة للصغار فهل وفقت هذه السنة في جودتها وجاذبيتها وتنوع محتواها ؟ .. بدورها "الحدث" حاورت عضو المجلس الأعلى للثقافة - ولجنة فنون الطفل الناقد أحمد عبد النعيم ورصدت رايه في هذا الحوار ..
بدايةً أرجع عبد النعيم المعضلة إلى صناعة الدراما وتغيرها حيث تحول الإنتاج الدرامى من القطاع العام إلى القطاع الخاص الذى يهتم بالربح ربما يكون على حساب المضمون وبالتالي سقطت الدراما التى يمكن أن تكون موجه إلى الطفل ، واكتفى البعض أن هناك قنوات خاصة للأطفال هي البديل والرد الجاهز عند توجيه السؤال الصعب ..
َندرة الإنتاج العربي..
وأضاف عبد النعيم " القنوات الموجه للأطفال هي قنوات خاصة اختارت الأغاني والأفلام الكارتونية المستوردة بالفكر الغربي ، وندرة الإنتاج العربي وكان الجواب الدائم أن التكلفة عالية تعوق الإنتاج ولكن نحن نحتاج أن يكون الإنتاج الدرامي للطفل مشروع قومي للحفاظ على الهوية العربية ، والتأكيد على القيم العربية بعيدا عن الغزو الثقافي ، وبث أفكار بعيده عن قيمنا الأصيلة ومحاولة تمرير أفكار تتبنها مؤسسات تعمل على هدم الأفكار والثوابت .
أزمة نص ..
كما يري عبد النعيم " هناك مشكلة فى الكتابة للطفل ماذا نقدم هل نكتب عن الطفل أو كتابة للطفل أم نقدم رسائل مباشرة للتربية وكلها من الصعوبة فى التناول ، وهنا تكون المشكلة فأنا لا أرى ليس هناك خلل ثقافى ولكن الخلل فى التوجيه ..
مشروع عربي ثقافي..
كما أوضح عبدالنعيم " أهمية تسخير رمضان كفرصة ذهبية لتعليم أبنائنا وتقويمهم ومساعدتهم ، وصقل ذائقتهم علميا وثقافيا بأن يكون لدينا مشروع عربي ثقافى تحت مظلة جامعة الدول العربية يحشد له كتاب ورسامين وفنانين ، وصناع فى مجال الطفولة ، ويكون الهدف هو الطفل ماذا نقدم له فى كل المجلات ، ولا يكون الهدف ترفيهي فقط وهو هدف مطلوب يوازى الأهداف الأخرى ، ولكنه ليس الوحيد لأن ما نراه الآن التعامل مع الطفل وكأنه دمية صغيرة سهل توجيهها ولكن طفل اليوم مختلف تماما عندما كنا نكتب فى الماضي ، كنا نكتب بأن الكبار هم من يحتكرون المعلومة أم الآن نحن أمام طفل يعرف أكثر من الكبار .. وفي شهر رمضان فرصة لأن الأسرة تجتمع ساعات معا وتترك الجوال لدقائق هنا يمكن أن تكون ساحة نقاش أو ندوة صغيرة حول كتاب أو التأكيد على معلومة وشرح والاستماع إلى أبنائنا لأننا نحتاج إلى الرؤية من أولادنا حتى نستطيع أن نقف على الاحتياج الطبيعى للطفل بعيدا عن النظريات التى قد تفتقر إلى أرض الواقع .
أعلى سعر ..
و أكد علي : تغير خريطة القنوات والسباق لإرضاء المعلن أو صاحب القناة لتحقيق أعلى ربح حتى برامج الإذاعة كلها من إنتاج قطاع الإنتاج .. أصبح الإنتاج الدرامي يخضع لمقايس خاصة يضعها أحيانا المنتج أو بطل العمل ، ووصل إلى حد أن شركات الإعلانات التى ترعى الأعمال الدرامية قد تختار الموضوع برؤيتها الخاصة أهدافها وبذلك اختفت معها دراما الطفل ، وأصبح مجرد دور هامشي داخل سياق درامي هش وتراجع معها الطفل البطل ، وكان المفروض أن تعمل القنوات الخاصة بالطفل تكون البديل ولكنها اختفت أيضا أمام أغاني سطحية ، وأفلام كارتون غربية مدبلجة ، وإنتاج كارتونى عربي لحفظ ماء الوجه ..
ندرة الإنتاج ..
وعن مسرح الطفل وغيابه قال : مسرح الطفل يمثل التجاوب الإنساني والوجدانى الهام جدا فى التعامل مع الطفل .. ندرة الإنتاج لمسرح الطفل أمام مسرح الترفيه والألعاب هذا الغياب يفسر لنا التغيرات التى نراها على أبناءنا فى زيادة الاهتمام بالميديا ، ومواقع التواصل البديل والعوض على ما كان يمكن أن يشغل هذا الحيز الهام .. وهناك أيضًا عزوف من الكتاب الكبار للكتابة للمسرح الطفل في الماضي كتب صلاح جاهين ولحن سيد مكاوي ، وإخراج صلاح السقا وصنع العرائس ناجي شاكر وكتب توفيق الحكيم وكبار المبدعين للطفل ولم يخجل البعض ولم يصنف على أنه كاتب درجة تانية كان لديهم جميعا مشروع ثقافي والتأكيد على أننا أمام مستقبل أمة عربية نريد لها النهوض والتقدم ..
قيم إيجابية..
وعلق حول ظاهرة التوجيه وطغيانه على الترفيه في دراما الأطفال برمضان قائلا": عندما كتب لافونتين رائعته النملة والصرصور ، اختارت النملة أن تعمل طول الوقت والصرصور يغنىي ويلعب وعندما جاء الشتاء هلك الصرصور من الجوع وبقيت النملة وعندما أعيد كتابه النص اختار الصرصور أن يلعب ويغني نصف الوقت ، ويعمل النصف الآخر ، وهو التأكيد على أن قيمة العمل تتساوى مع قيمة العمل وأننا أمام احتياج للاثنين معا .. وقد اعتاد الطفل على رفض التوجيه المباشر الذى يشعره بأنه فى دائرة الخطأ دائما وبالتالي نحن نحتاج إلى كتابة من النوع خاص تتساوى فيها القيم الإيجابية دون إهمال أو تخطى قيمه قد نراها نحن الكبار أنها غير هامة .. الدوافع لدى الطفل تختلف باختلاف البيئة والتعليم والثقافة .. ويمكن أن يقدم درامه مع شهر رمضان تأخذ من فضائل الشهر مادة لإنتاج درامي هادف بشكل يجمع مابين التسلية والمسابقات والترفيه يقبل عليه الطفل بعيدا عن الوعظ والترهيب.