المستشار خليل القريبي في ضيافة الحدث وسط أجواء رمضان وطقوسه

الحدث - رقية عبدالجبار
أهلاً بك أستاذة رقية، الصحفية النشطة والإعلامية المتألقة، وشكرًا لصحيفة الحدث الغراء على هذه الاستضافة الرمضانية الكريمة. وأبارك للجميع حلول شهر رمضان المبارك، سائلاً المولى عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
* بداية، لكل شخص قصة تميزه، كيف تحب أن تقدم نفسك للآخرين؟
* أحب أن أقدم نفسي كشخص يسعى دائمًا للتطور والتعلم، ومؤمن بأهمية العمل الجاد والإيجابية في تحقيق الأهداف. وأرى أن الإنسان هو مزيج من الخبرات والتجارب التي تشكل شخصيته، وأحرص على أن تكون تجاربي مصدر إلهام للآخرين. أخوكم خليل القريبي إعلامي منتسب لهذا القطاع منذ مطلع الألفية الجديدة حتى الآن، وأعمل حالياً مستشاراً إعلامياً ومهندس محتوى معتمد، وخبير وممارس في تأسيس وتشغيل الأندية الثقافية والأدبية، وصدرت لي سبعة مؤلفات، ما بين روايات وكتب تطويرية وتوثيقية متنوعة، كان آخرها مجلد توثيقي وطني بعنوان (الحالمون في حضرة محمد بن سلمان) الذي انبثقت فكرته من الدعوة العالمية التي أطلقها سمو سيدي حفظه الله للحالمين والمبدعين والمتميزين في العالم لزيارة المملكة والعيش فيها، وكيف تحولت هذه الدعوة الكريمة إلى مشاريع وطنية غير مسبوقة على أرض الواقع، أسهمت في تحقيق مؤشرات عالمية للمملكة وتبوُّءها مراتب عليا على مستوى الدول العظمى.
* * *مع تغير الأجواء والعادات، ما الشيء الذي تفتقده في رمضان القديم؟**
* سؤال مهم، وأعتقد مع وجود وسائل التواصل المتنوعة، أسهمت بشكل سلبي للأسف في التواصل الاجتماعي، فلم يكن لها من اسمها نصيب، إذ افتقدنا فعلياً تلك البساطة والعفوية التي كانت تميز رمضان القديم، وافتقدنا أيضًا الاجتماعات الكبيرة التي كانت تحدث بشكل يومي، إما على مائدتي الإفطار والسحور، أو في المناسبات المختلفة. ولكن هذا لا يعني أننا نعيش عزلة تامة في رمضان، بل بالعكس نجد أنفسنا في بعض الأحيان بين زملائنا وأصدقائنا في بعض الفعاليات التي تقام في رحاب عروس البحر الأحمر جدة، أو في مدينة أخرى من مدن مملكتنا الغالية، وهي بمثابة مصادفات جميلة تجمعنا بالأحبة من الأصدقاء والزملاء.
* * *كيف ينعكس شهر رمضان على نمط حياتك الشخصية والمهنية؟ وهل تجد فيه فرصة للراحة أم تزداد وتيرة عملك؟**
* رمضان شهر روحاني بامتياز، أحرص فيه على زيادة العبادات والتقرب إلى الله تعالى. وعلى الصعيد المهني، أحاول تنظيم وقتي بشكل أفضل لزيادة الإنتاجية مع الحفاظ على التوازن بين العمل والعبادة. وأما على الصعيد الشخصي، فلا أحبذ الارتكان في رمضان دون عمل، فالعمل عبادة في الأصل، وكلا العبادة والعمل وجهان متكاملان لا يؤثران على بعضهما البعض، ولذلك أتوق دائماً لتحقيق المنجزات العملية في رمضان حيث لها طعم إبداعي مختلف. رمضان شهر روحاني يمنحني طاقة إيجابية وإبداعية، وأحاول استغلال هذه الطاقة في إنجاز أعمالي ومشاريعي الكتابية، فضلاً عن تعلُّم شيء جديد في مجالي ومجالات أخرى، وهو الأمر الذي ينعكس إيجاباً أيضاً على أسرتي الصغيرة، التي تتكون من ابني مهنا وابنتي غنى، اللذان يعتبران الروائيان الأصغران في المملكة، حيث صدرت لهما روايات وقصص وكتب متنوعة، ولله الحمد.
* * *هناك من يفضّل الأعمال الدرامية التاريخية، وآخرون يحبون الكوميديا الرمضانية، ما نوع المسلسلات أو البرامج التي تحرص على متابعتها في رمضان؟**
* مع الزخم الكبير من المسلسلات بتنوعاتها وتصنيفاتها، أحاول التنوع في المشاهدة لا المتابعة، فأنا قليل المتابعة للمسلسلات إلا (معاوية) الذي أسعى لمتابعته قدر الإمكان، وأشاهد أيضاً بعض الأعمال الأخرى، مثل المسلسل الكوميدي المجتمعي السهل الممتنع (يوميات رجل عانس) للفنان إبراهيم الحجاج. ولا تنقطع مشاهدتي عند هذا وذاك، بل أتابع وأقرأ الأخبار من منطلق كوني ممارس إعلامي كمهنة وشغف.
* * *في رأيك، كيف يمكن للفن والثقافة أن يساهما في تعزيز قيم رمضان من تسامح وتراحم؟**
* نعم يمكن للفن والثقافة أن يساهما في تعزيز قيم رمضان من خلال تقديم أعمال ومنتجات هادفة تزرع في النفوس قيم التسامح والتراحم والمحبة، وذلك في مختلف الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية والرقمية.
واسمحوا لي هنا بالتفصيل:
١. في الفنون الأدبية:
يمكن للأدب أن يعكس روحانية رمضان وقيمه من خلال القصص والشعر والمسرحيات التي تتناول مواضيع التسامح والتراحم والتعاون.
٢. وفي الفنون البصرية:
يمكن للفنون البصرية، مثل الرسم والتصوير الفوتوغرافي، أن تعكس جمالية رمضان وروحانيته من خلال تصوير المساجد والمظاهر الرمضانية الأخرى.
٣. وفي الفنون الأدائية:
فيمكن للموسيقى والمسرح أن يُعبِّرا عن روحانية رمضان وقيمه من خلال الأغاني والمسرحيات التي تتناول مواضيع التسامح والتراحم والتعاون.
٤. وفي الفعاليات الثقافية:
يمكن للفعاليات الثقافية، مثل المعارض والمهرجانات، أن تساهم في نشر الوعي بأهمية قيم رمضان وتشجيع الناس على تبنيها. كما يمكن للفعاليات الثقافية أن توفر منصة للفنانين والمبدعين للتعبير عن رؤيتهم لرمضان وقيمه.
٥. وأما وسائل الإعلام:
فيمكن لوسائل الإعلام، مثل التلفزيون والإذاعة والإنترنت، أن تساهم في نشر رسائل التسامح والتراحم من خلال البرامج والأفلام والمسلسلات التي تتناول هذه القيم.
بشكل عام، يمكن للفن والثقافة أن يسهما في تعزيز قيم رمضان من خلال نشر الوعي بأهمية هذه القيم، وتشجيع الناس على تبني هذه القيم في حياتهم اليومية، وكذلك خلق جو من التسامح والتراحم في المجتمع، وتعزيز الشعور بالانتماء والتكاتف بين أفراد المجتمع.
* * *وأخيرًا، ما هي رسالتك لجمهورك ومحبيك في هذا الشهر الكريم؟**
* رسالتي هي أن نستغل هذا الشهر الفضيل في التقرب إلى الله، وصلة الأرحام، ومساعدة المحتاجين. وأتمنى للجميع رمضانًا مباركًا مليئًا بالخير والبركة.
شكرًا لكم على هذا اللقاء الطيب، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح، وكل عام وأنتم بألف خير.