البطالة: أزمة أم فرصة؟

نايف العجلاني ..
في وقتنا الحاضر، أصبحت البطالة هاجسًا يؤرق الكثير من الشباب، فهي ليست مجرد مشكلة اقتصادية فحسب، بل تمتد آثارها إلى الجوانب الاجتماعية والنفسية للأفراد والمجتمعات. منذ نعومة أظفاري، وهذه القضية ما تزال تُطرح باستمرار دون إيجاد حلول جذرية لها، بل حتى في الدول المتقدمة، ما زالت معدلات البطالة تشكل تحديًا كبيرًا أمام صناع القرار.
ولكن، ماذا عن البطالة في وطننا؟ هل هي حقًا أزمة قاتمة كما يتم تصويرها، أم أنها قد تكون فرصة مخفية لمن يمتلك الطموح والقدرة على التكيف مع متغيرات العصر؟
أعتقد أن البطالة في هذا الزمن يمكن أن تكون فرصة ذهبية لتحقيق الحرية المالية، خاصة مع وفرة الخيارات المتاحة أمام الشباب. فاليوم، لم يعد سوق العمل يقتصر على الوظائف التقليدية، بل ظهرت مجالات جديدة غير مسبوقة، مثل العمل الحر، ريادة الأعمال، والتوظيف في الاقتصاد الرقمي.
على سبيل المثال، تطبيقات التوصيل بكافة أشكالها أصبحت مصدر دخل ممتازًا للكثير من الشباب والفتيات، وذلك بفضل النمو السكاني المتسارع، والطلب المستمر على الخدمات السريعة. والأمر لا يقتصر على ذلك، فقد رأينا كيف أن بعض الوافدين من جنسيات مختلفة نجحوا في تكوين ثروات من خلال أعمال بسيطة مثل: التجارة، النجارة، والمهن الفنية. فلماذا لا يسير شبابنا على نفس النهج؟
لو أن الشباب والشابات بدأوا حياتهم المهنية بالوظائف الحرة، مثل:السباكة ، فني الإطارات، الحلاقة والتجميل، التجارة الإلكترونية والعمل عن بُعد .. الخ ، لكانت لديهم فرصة ذهبية ليصبحوا رواد أعمال مستقلين بدلًا من الانتظار الطويل للحصول على وظيفة تقليدية. فالعمل الحر لا يضمن فقط الاستقلالية المالية، بل يتيح كذلك الفرصة للإبداع والنمو الشخصي بعيدًا عن قيود الوظائف الروتينية.
إن البطالة ليست نهاية الطريق، لكنها اختبار لقدرتنا على التأقلم مع العصر الحديث. الوظائف التقليدية لم تعد كافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الخريجين، ولهذا من الضروري أن يتبنى الشباب عقلية ريادة الأعمال ويبحثوا عن الفرص المتاحة بدلاً من التركيز فقط على انتظار الوظيفة المثالية.
ختامًا، التحديات تصنع الفرص!
البطالة قد تكون أزمة، لكنها ليست عائقًا لا يمكن تجاوزه. بل يمكن أن تكون نقطة انطلاق لحياة مهنية ناجحة إذا قررنا استغلال الفرص المتاحة، والتفكير خارج الصندوق. فالمستقبل لا ينتظر أحدًا، وهو ملك لمن يسعى إليه!