سلوكيات غير حضارية في الحرم المكي ..

بقلم ـ فاطمة محمد مبارك
----------------------
في بيت الله الحرام، حيث الدعوات تُرفع والقلوب تخشع ،في أعظم وأقدس بقاع الأرض ، حيث يجتمع الملايين من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة والتقرب إلى الله ،ولقد شرف الله سبحانه وتعالى هذه البلاد وأهلها بخدمة ضيوف الرحمن على مر العقود، حيث إن زيارة البقاع المقدسة وأداء فريضة الحج ومناسك العمرة هي أمنية كل مسلم، ولقد أظهرت القيادة الرشيدة أيدها الله اهتمامها البالغ بخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزائرين على أكمل وجه .. ففي كل عام يتوافد الملايين من ضيوف الرحمن ،من كل بقاع الأرض ولذلك ونظراً لاختلاف الخلفيات الثقافية والاجتماعية وقلة الوعي الثقافي والديني بين الحجاج والمعتمرين والزوار والضغط النفسي والأجهاد ، ظهرت بعض السلوكيات غير الحضارية ، مما يعيق الحركة ويخلق ازدحامًا ويظهر كمية الجهل الشديد والافتقار الى التوعية والارشاد بآداب الدين الإسلامي ومبادئه.
وهذه السلوكيات للأسف متعددة وكثيرة ومن أخطرها المزاحمة الشديدة والتدافع بالأيدي أثناء الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة مما يؤدي للسقوط والدهس خاصة بين كبار السن والنساء ، وكذا الجلوس في ممرات الطواف أو السعي، الإصرار على تقبيل الحجر الأسود، الافتراش ،التقاط الصور في أوقات غير مناسبة أو بطريقة تعيق حركة الآخرين،عدم احترام خصوصية الآخرين ،رمي المخلفات في الممرات ، هذه السلوكيات وغيرها تؤثر على الأجواء الروحانية التي يجب أن تسود في الحرم وفيها إيذاءونفسيى وجسدي للمصلين والمعتمرين .
نحن نتشرف بخدمة ضيوف الرحمن ومانراه في مواقع التواصل من تصرفات "بعض" زائري الحرمين الشريفين، أمر مزعج وفيه تحريض وإذكاء للفتن والحقيقة أن الدولة بالتعاون مع الجهات المسؤولة تسعى جاهدة إلى إدارة وتنظيم الحشود وإدارة الحركة المرورية وتقديم الخدمات الإنسانية وتعزيز الجانب الأمني وتوزيع القوى البشرية حول الحرم من جميع جهاته لضمان زيارة روحانية مميزة لضيوف الرحمن كما انها تفرض العقوبات للمخالفين لضمان الحفاظ على
قدسية المكان وراحة وأمان للمصلين والمعتمرين .
ومما لاشك فيه أن الإبلاغ عن المخالفات والسلوكيات الغير نظامية هي مسؤولية الجميع ، وذلك عبر قنوات التواصل الرسمية بشكل منظّم وسريع ،
- [ ] الرقم الموحد لشؤون الحرمين 196
- [ ] التواصل المباشر مع رجال الأمن المنتشرين في جميع أرجاء الحرم، لتقديم المساعدة
- [ ] التواصل مع مكاتب التوعية والإرشاد ،المكاتب مجهزة بفرق تتحدث لغات متعددة لتلبية احتياجات الزوار من مختلف الجنسيات.
وختاماً .. الحرم المكي هو قبلة المسلمين ومكان للتأمل والعبادة، ويجب أن يكون رمزًا للنظام والتحضر ،والتزام الزوار بالسلوكيات الحضارية يعكس احترامهم لقدسية المكان ويعزز من التجربة الروحانية للجميع ، ولنتذكر أن وراء كل ذلك "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" سائلين الله بمنه وكرمه ان يحفظ رجال وسيدات الآمن حماة الحرمين وأن يجعل بلادنا آمنة مطمئنة،ويوفق قادتنا لما يُحبه ويرضاه .