بيعة ولي العهد.. التحول السعودي في المشهدين الاقتصادي والدولي

بقلم المستشار الإعلامي خليل القريبي
لحظة مفصلية في تاريخ المملكة العربية السعودية عندما بويع سمو سيدي ولي العهد في 27 رمضان 1438هـ 21 يونيو 2017م ، حيث نشط الحراك الاقتصادي الضخم وانطلقت التحولات الجذرية في مختلف المجالات، منذ إعلان رؤية الوطن 2030 الرؤية الطموحة التي تداولها العالم بإعجاب واتحدت من أجلها الدول الكبرى مع قائدنا الملهم، ودلّ على ذلك حجم التحالفات والشراكات التي وقعتها الدولة أعزها الله مع مختلف دول العالم المتقدم من شرقه لغربه، وهذا فضلاً عن التحولات السعودية الحاسمة التي أعادت تشكيل مكانة المملكة في التوازنات الدولية.
حينما نتحدث عن أبرز ملامح الاقتصاد السعودي المتطور، نجد أن الرؤية وضعت هدفاً رئيسياً لتنويع مصادر الدخل، حيث لم يعد النفط هو المصدر الوحيد للاقتصاد المحلي، إذ تم التركيز على تطوير قطاعات جديدة مثل السياحة والترفيه والتكنولوجيا والطاقة المتجددة وغيرها. وكان لا بد من تحفيز القطاع الخاص لدعم القطاع العام في هذا الحراك الغير مسبوق، إذ اتخذت الدولة إجراءات لتشجيع الاستثمارات الخاصة وتسهيل الإجراءات الحكومية للشركات، وأطلقت مبادرات لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي. ونفذت الدولة إصلاحات جريئة لجذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك تحسين بيئة الأعمال وتوفير حوافز للمستثمرين، وأطلقت مشاريع ضخمة مثل نيوم والبحر الأحمر لجذب الاستثمارات العالمية. وركزت الرؤية على تطوير قطاعات واعدة مثل السياحة والترفيه، بهدف خلق فرص عمل جديدة وزيادة مساهمة هذه القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي. واستثمرت الرؤية كذلك في التكنولوجيا والابتكار بهدف بناء اقتصاد قائم على المعرفة.
إن بيعة ولي العهد كانت نقطة تحول حاسمة في مسار الاقتصاد السعودي ليصبح اقتصاداً متنوعاً ومستداماً، ودليل ذلك أن شهدت المملكة نمواً ملحوظاً في القطاعات غير النفطية، وحققت تقدماً في جذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع مصادر الدخل، وأطلقت مشاريع ضخمة عديدة حوَّلت المملكة إلى وجهة عالمية للسياحة والاستثمار.
الحديث عن التحولات العظيمة التي حققتها الرؤية (مجتمعياً واقتصادياً) يطول التفصيل فيه، وقد وثقتُ أجزاء من ذلك في كتابي الذي شرفتُ بإصداره مؤخراً تحت عنوان " الحالمون في حضرة محمد بن سلمان " متضمناً قراءات وافية ورصد واقعي بالكلمة والصورة عن المشاريع المتفردة والاستراتيجيات الوطنية، والمؤشرات الدولية المنافسة للمملكة، وذلك في ما يزيد عن 280 صفحة من القطع الكبير.
وفي الصعيد الدولي، شكلت بيعة ولي العهد مرحلة جديدة في إعادة تشكيل مكانة المملكة في التوازنات الدولية، حيث تزايد الحضور السعودي إقليمياً ودولياً، وتجلَّى ذلك في الدور القيادي السعودي في المنطقة، فأصبحت المملكة لاعباً رئيسياً في حل النزاعات الإقليمية، وعززت علاقاتها مع دول المنطقة، وسعت إلى تحقيق الاستقرار والتعاون. ودولياً تبنًت المملكة سياسة خارجية متوازنة، سعت إلى بناء علاقات قوية مع مختلف القوى العالمية، وخير دليل على ذلك، هو الدور السعودي في حل النزاع الروسي الأوكراني، واحتضانها المحادثات الأمريكية، الروسية والأوكرانية في الرياض وجدة. ومن جانب آخر، حرصت المملكة على تعزيز التعاون والتكامل الدوليين في مجالات مثل مكافحة الإرهاب والتغير المناخي.
وبهدف تعزيز مكانتها كمركز عالمي، سعت المملكة لأن تصبح مركزاً عالمياً للتجارة والاستثمار والثقافة والابتكار، ما أسهم هذا الدور المتصاعد في جذب اهتمام الدول الأخرى، وعزز الحضور السعودي كدولة مسؤولة وفاعلة على الساحة الدولية.
خلاصة القول: إن بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، أدت إلى تحول كبير في الوجود السعودي على الساحتين الإقليمية والدولية، وأصبحت المملكة لاعباً رئيسياً في التوازنات العالمية بفضل الرؤية الطموحة والإصلاحات الشاملة التي خطط لها سموه وقادها باقتدار في ظل توجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين، حفظهما الله.
بيعتك برقـابنا حرب وسـلام
عُروةٍ وُثقى وحبل الله متين
"شواهق نجد"