وعاد الرحيل يارمضان ..

بقلم ـ عبهر نادي
هاهي الأيام تطوي آخر صفحاتها من شهرٍ كان ضيفًا عزيزًا .. ثقيلاً بِخيراته وبركاته ، كريمًا في عطائه ، سريعًا في رحيله ، وكأن البارحة فقط هتفنا بفرح "أهلاً رمضان" وها نحن نتمتم اليوم بصوت يملأه الحنين ونحن نودعه ونلوح له بدمعة رضا ، وابتسامة رجاء ، وشيء من الحسرة " وداعًا رمضان" كعادة الضيوف الأحب إلى قلوبنا ، رمضان يا شهر الرحمة والمغفرة لم تكن أيامك مجرد أيام بل دورة حياة تُعودنا عليها في كل عام ، نغسل فيها القلوب ، ونخفف من أثقال العادات لنتشبث بجوهر العبادات بين خشوع التراويح ، ودموع الاستغفار ، ودعاء السحر . غيَّرت فينا الكثير ، علَّمتنا لذة القرب ، وسكينة السجود ، وطيب المسامحة ، وهانحن في الأيام الأخيرة منك نشعر بأن الوقت لم يعد يكفي ، وكأننا نريد أن نلتقط منك ماتبقى لنحاول تعويض مافات ، تعلمنا منك أن التقوى ليست موسمًا ، ولا الرحمة تُغلق أبوابها بانتهائك ولا ينتهي العطاء بزكاة الفطر فيك ، فلتكن لنا نقطة تحول لا محطة مؤقتة ، فسلامٌ على أيامك ولياليك ..
سلاماً عليك مابقيت الأرواح تهفو والقلوب ترتجف شوقاً حتى نلقاك مرة أُخرى ، وإن كنت سترحل فليتركك الله فينا أثرًا لا يزول ، وليكن العيد شاهدًا علينا نُعلن فيه أننا خرجنا من رمضان بقلوب أنقى ونفوسٍ أرقى .. وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك وإلى الله أقرب .