|

رجال من الذاكرة.. ( مبارك بن ناصر بن عبد الله بن مبيريك)

الكاتب : الحدث 2023-08-19 08:04:31


بقلم ـ محمد العتيق

في المملكة رجال أفنوا أعمارهم في سبيل الوطن، وقدموا كل ما يملكون، من علم ومعرفة، وطاقة وعمل، لخدمة شعبهم، وضحوا بأرواحهم في سبيل وحدة الأرض والإنسان، منهم الأمير "مبارك بن ناصر بن عبد الله بن مبيريك"، الأمير الشهم المتواضع.
ولد بالرياض سنة  1296هـ لأسرة كريمة استوطنت الدرعية في منتصف القرن الثاني عشر وشهدت وقائعها، تربى على يد والده الشيخ ناصر المبيريك الذي لازم العلماء وقرأ عليهم وصار واحداً منهم، وواحدًا من أكابر ووجهاء الرياض.
انخرط مبارك بن ناصر المبيريك في خدمة الملك عبد العزيز وبعثه في أول وفد له إلى حكومة تركيا في اسطنبول سنة 1326هـ في مهمة رسمية زمن السلطان عبدالحميد الذي استقبلهم وألبسهم النياشين وأطلق عليهم لقب الباشا.
شارك بن مبيريك في معارك توحيد البلاد على يد الملك عبد العزيز، وعرف بإقدامه وجرأته وتفانيه، وفي سنة 1342هـ اختير أميراً لمنطقة القصيم، وظل أميراً عليها حتى سنة 1346هـ، ثم عاد لإمارتها مجددًا في نهاية سنة 1348هـ حتى أواخر 1354هـ.
وجد أهل بريدة في الأمير مبارك بن مبيريك الأمير الذي ينشدون، فهو متواضع، يسير وحده دون مرافق، من وإلى بيته وفي  طرقات المدينة، وذلك لبعده عن ظلم الناس أو عسفهم، فلم يكن يبغضه أحد، وهو أيضا حازم خاصة فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام الشرعية، وذلك هو الذي يطلبه الناس فهم - بطبيعتهم - يحبون من يحافظ على تنفيذ الشرع، ولا يعمل عملاً يخالفه.
ثم انتقل للعمل وكيلاً لإمارة حائل، وكانت في ذلك الوقت أكبر مناطق المملكة مساحة وتضم معظم أجزاء المنطقة الشمالية الحالية حيث عمل وكيلاً ومسؤولاً عن المالية حتى سنة 1360هـ.
تفرغ الأمير المتواضع بن مبيريك رحمه الله بعد تقاعده للعبادة، حتى توفي سنة 1387هـ وظل يرحمه الله في ذاكرة الناس من الرجال الأفذاذ الأوفياء، عفيفًا شهمًا، حسن الخلق مقدامًا في المعارك حازمًا في تنفيذ الشرع، متواضعًا قريبًا من أبناء بلده.