ترمب يهدد بالسيطرة على قناة بنما
هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب بإعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما، متهمًا بنما بفرض رسوم مبالغ فيها لاستخدام الممر المائي الذي يربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء.
وخلال خطاب ألقاه أمام مؤيديه في أريزونا يوم الأحد، قال ترمب إنه لن يسمح للقناة بأن تقع في “أيدٍ خاطئة”، محذرًا من تأثير الصين المحتمل على القناة.
وعلى الرغم من أن الصين لا تسيطر أو تدير القناة، إلا أن إحدى الشركات التابعة لشركة “سي كي هوتشيسون هولدينغز” الصينية، التي مقرها هونغ كونغ، تدير منذ فترة طويلة ميناءين في مدخلَي القناة الواقعين في الكاريبي والمحيط الهادئ.
وجاءت تصريحات ترمب بعد ساعات من تهديد مماثل ضد بنما في منشور له على منصة “تروث سوشيال” مساء السبت. وقال ترمب في تجمع “أمريكا فيست”، وهو حدث سنوي تنظمه مجموعة “تورنينغ بوينت”، وهي مجموعة محافظة متحالفة معه: “هل سمع أحدكم عن قناة بنما؟ لأننا نُسرق في قناة بنما كما نُسرق في كل مكان آخر.”
وكانت تصريحات ترمب مثالًا نادرًا لرئيس أمريكي يهدد بإجبار دولة ذات سيادة على تسليم أراضٍ. كما تعكس التصريحات التحول المتوقع في السياسة الخارجية الأمريكية تحت إدارة ترمب، الذي لم يتردد في التهديد بالحروب اللفظية مع الحلفاء في تعاملاته مع القادة الأجانب.
وقال ترمب: “الرسوم التي تفرضها بنما غير معقولة وغير عادلة بشكل كبير”. وأضاف: “لقد تم منحها لبنما ولشعب بنما، لكن هناك شروط. يجب أن يعاملونا بشكل عادل، وهم لم يفعلوا ذلك. إذا لم تُتبع المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه الهدية السخية، فسنطالب بإعادة قناة بنما إلينا، بالكامل، وبسرعة ودون تساؤل.”
ورفضت السفارة البنمية في واشنطن التعليق على الطلب المقدم لها. ولكن عدة سياسيين بنميين انتقدوا تصريحات ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، داعين الحكومة للدفاع عن القناة.
وقالت غريس هيرنانديز، نائبة من الحزب المعارض “مoca” في بنما: “على الحكومة أن تدافع عن سيادتنا كدولة مستقلة. تتطلب الدبلوماسية الثبات في مواجهة التصريحات المؤسفة.”
تم بناء القناة بشكل رئيسي من قبل الولايات المتحدة، التي كانت تدير الأراضي المحيطة بالقناة لعقود من الزمن. ومع ذلك، وقع البلدان في عام 1977 اتفاقين سمحا بعودة القناة إلى السيطرة الكاملة لبنما. وتسلمت بنما السيطرة على القناة بشكل كامل في عام 1999 بعد فترة من الإدارة المشتركة.
تعتبر القناة شريانًا حيويًا للتجارة البحرية العالمية، حيث يسمح مرور ما يصل إلى 14,000 سفينة عبرها سنويًا، وتشكل حوالي 2.5% من التجارة البحرية العالمية. كما تعد القناة مهمة بشكل خاص للواردات الأمريكية من السيارات والسلع التجارية المعبأة في حاويات من آسيا، ولصادرات الولايات المتحدة من السلع بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال.
من غير الواضح كيف سيسعى ترمب لاستعادة السيطرة على القناة، ولن يكون له أي أساس قانوني دولي إذا قرر اتخاذ خطوة من هذا القبيل.
هذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها ترمب في التوسع الإقليمي، ففي الأسابيع الأخيرة، طرح فكرة تحويل كندا إلى ولاية أمريكية، على الرغم من أن جديته في هذا الموضوع غير واضحة. كما أبدى ترمب خلال فترته الرئاسية 2017-2021 اهتمامًا بشراء غرينلاند، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي تابعة للدنمارك، إلا أنه قوبل بالرفض العلني من السلطات الدنماركية قبل أن تُجرى أي مفاوضات.