|

الدراما الرمضانية "ضخم الإنتاج" وضعف المضمون

الكاتب : الحدث 2025-03-25 10:13:51

تقرير - أكابر الاحمدي 

تنوعت الدراما خلال السباق الرمضاني فقد حظيت بالمنافسة سواء على مستوى الفنانين أو القصص التي يتم تناولها مما أدى إلى أثارت جدلاً واسعاً من الأفضل ، ومع  وصول السباق الدرامي الرمضاني إلى نهاية الشوط الأخير ، ومنه تميزت أعمال منذ حلقاتها الأولى ، وأخرى تتخبط فى الفشل ، و أعمال تتباطأ تيراتها بمرور الحلقات، وبين تلك وتلك حاورت  «الحدث » الناقد الفني مصطفى الكيلاني حول الدراما الرمضانية لهذا العام و الرؤية الفنية لها، والذي أكد أن مسلسلات هذا العام تركزت على قضايا مجتمعية معاصرة مثل الصراعات العائلية ، والعدالة الاجتماعية ، والطموح الشخصي   .

 الدراما الصعيدية ..

 وأضاف الكيلاني " من ضمن المسلسلات المعروضة مسلسل "حكيم باشا" ، وهو عبارة عن سرد درامي يجمع بين عناصر التشويق والصراع الاجتماعي. يجسد العمل شخصية حكيم، التي يؤديها مصطفى شعبان، شخصية معقدة تجمع بين الحكمة والعدالة والتحديات التي تفرضها تجارة العائلة في الآثار. يُبرز المسلسل الصراعات الداخلية داخل العائلة، حيث تتضارب الطموحات والغيرة على الثروة، مما يخلق جواً من الدراما المشوقة يرتكز على العلاقات الإنسانية والتحديات التي يفرضها الزمن.


بعد اجتماعي .. 

وأضاف  "الكيلاني " : كما يتميز العمل بإخراج فني وتصوير سينمائي يحاولان توضيح طابع الصعيد، إذ تُظهر الديكورات والأزياء التقليدية اهتماماً بالتفاصيل الدقيقة. كما يُعتبر النص الدرامي، الذي كتبه محمد الشواف، جهداً لإضفاء بعد اجتماعي وثقافي يعكس قيم التضحية والعدالة رغم اعتماد بعض الأحيان على كليشيهات درامية قد تجعل الحبكة متوقعة.

تجربة بصرية .. 

وأوضح "الكيلاني" رغم ما يقدمه المسلسل من جهود لخلق تجربة بصرية مميزة، إلا أن ضعف تطوير بعض الشخصيات وتكرار بعض المواقف الدرامية أثار جدلًا نقدًيًا كبيرًا ، ومع ذلك، فإن "حكيم باشا" يبقى عملاً يستحق المتابعة والنقاش، لكونه يقدم رؤية تجمع بين التراث والواقع بأسلوب يحاكي تحديات العصر ضمن إطار رمضاني مميز.

 غياب الإثارة ..

ووصف الكيلاني مسلسل "إش إش"  التي من بطولة مي عمر  بمحاولة سطحية لفهم معاناة الراقصات الشعبية دون الخوض بعمق في قضاياهن الاجتماعية والاقتصادية. النص الدرامي به اعتماد المفرط على الكليشيهات النمطية، مما أدى إلى حبكة متوقعة وغياب الإثارة الدرامية التي كان من الممكن أن تُضيف للعمل قيمة نقدية جادة.

كما وصف "الكيلاني" ضعف التصميم الإنتاجية للمسلسل  رغم محاولته إبراز الأجواء الشعبية، لم تكن كافية لتعويض ضعف بناء الشخصيات وتكرار المواقف التي جعلت العمل يبدو تافهًا من ناحية الرسائل الاجتماعية. والأداء التمثيلي لم يرتقِ إلى مستوى التطلعات الفنية، بخلاف أن ظهور مي عمر ببدلة الرقص محاولة مبالغ فيها لتقديم إبهار بصري دون تقديم محتوى درامي متماسك.

 قوالب نمطية ..

وتابع موضح " أن مسلسل "إش إش" فشل في تجاوز القوالب النمطية لعالم الراقصات، مما جعل الجمهور يشعر بخيبة أمل تجاه محاولة المسلسل تقديم رؤية نقدية حقيقية للمجتمع.  ورغم الإنتاج الكبير للمسلسل فإن هناك تناقضات واضحة بين الجهود الإنتاجية البصرية والقصصية، مما فتح باب النقاش حول إمكانية تقديم دراما شعبية تجمع بين الأصالة والعمق في آن واحد.


ضعف المحتوى..

ومن أجواء الرقص إلى الدرما الشعبية والتي يتصدرها مسلسل "فهد البطل"  الذي أكد الكيلاني أنه محاولة لتقديم تجربة درامية شعبية بصعيد مصر .

وحول هذا قال: ينقص المسلسل  عدم التعمق في تحليل قضايا الفقر والظلم الاجتماعي التي تواجه شخصياته، واعتماده على كليشيهات متكررة تسبب في ضعف الدراما الخالية من الإبداع. أحد أبرز نقاط النقد هي الأداء التمثيلي؛ حيث أن شخصية فهد، التي يؤديها أحمد العوضي، تُظهر محاولات مبالغ فيها لإبراز الرجولة والصمود، مما يجعل الشخصية تبدو نمطية ومفتقرة للأبعاد النفسية العميقة. كما أن النص الدرامي يتضمن حوارات متوقعة ومواقف درامية مُستخدمة بشكل مكرر، مما أدى إلى فقدان الإثارة والتجديد في الحبكة. 

 ويكمل "الكيلاني" : من جهة أخرى، بعض جوانب الإنتاج مثل اختيار مواقع التصوير والديكورات التي لم تُضف جواً من الواقعية على القصة، بل شعرت أنها تُكرر صوراً دراميةً قديمةً دون ابتكار. كما أن استخدام المؤثرات البصرية جاء بشكل يفتقر إلى التكامل مع السرد الدرامي، مما ترك انطباعًا بأن العمل يحاول جاهدًا أن يكون "ضخم الإنتاج" دون أن يحقق توازنًا بين الشكل والمضمون. 

ويتابع "الكيلاني" : العمل لا يخلو من الثغرات في تطوير الشخصيات الثانوية، حيث تُعاني من غياب العمق والتفاصيل التي من شأنها أن تُثري الرواية وتُبرز التحديات الاجتماعية التي يواجهها المواطن العادي في بيئة صعيدية معقدة. بهذا، يبقى "فهد البطل" عملًا دراميًا مثيرًا للجدل، يحفز النقاش حول مدى قدرة الدراما الشعبية على تجسيد الواقع بشكل يليق بتطلعات الجمهور.

 البناء الدرامي .. 

أما مسلسل "وتقابل حبيب" بطولة ياسمين عبدالعزيز ، فقد  أكد الكيلاني أن المسلسل يقدم رؤية درامية تجمع بين الرومانسية والتشويق الاجتماعي، لكنه لم يخلُ من الانتقادات الحادة و هناك عدة تناقضات في الحبكة وإشكاليات في البناء الدرامي.  شخصية "ليل" التي تؤديها ياسمين عبدالعزيز تتسم بضعفٍ في الثبات العاطفي، إذ يبدو أن مصيرها مرتبط دائمًا بصراعات داخلية وخيانة زوجها الذي يجسده خالد سليم، مما يجعل العمل يبدو متكرراً ، ويعتمد على دراما النماذج القديمة. 

ضعف تطور الشخصية .. 

وعلق الكيلاني حول سرعه الأحداث وتأثيرها على بناء الشخصية قائلا" : من ناحية أخرى، من أجل الجذب الجماهيري في كل حلقة تتقدم الأحداث الدرامية بوتيرة متسارعة دون منح الشخصيات فرصة للتطور النفسي الحقيقي؛ فمشاهد الخيانة والانتقام تظهر على أنها مُبالَغ فيها وتفتقر إلى الواقعية، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى التأثير العاطفي للمشاهد. 

شخصيه"ليل" ..

في حين تحدث عن شخصية "ليل " وأكد أنها لم تكتب بالشكل الذي يبرز قوة الشخصية رغم المآسي التي تعيشها، وسطحية الحوار الدرامي أحياناً، ما أثر على مصداقية الأحداث. يبقى مسلسل "وتقابل حبيب" عملاً مثيرًا للجدل، حيث تتصاعد المشاعر الدرامية مع كل حلقة، وأظن أنه مع تطور الأحداث سيتزن ذلك التصاعد ويصبح العمل أكثر وضوحًا ، وخصوصًا أن الأعمال الرومانسية قليلة في رمصان 2025.