|

العودة للمدارس بعد العيد تحديات وحلول

الكاتب : الحدث 2025-04-06 03:55:40

بقلم ــ علي بن أحمد الزبيدي
---------------------- 


مع انتهاء أيام عيد الفطر المبارك، التي امتزجت بالفرح والعبادة واجتماع الأهل والأحباب، يعود الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة حاملين معهم ذكريات العيد الجميلة وطاقة متجددة لاستكمال رحلتهم التعليمية ، تُعد العودة إلى المدرسة بعد العيد تحديًا لطيفًا يجمع بين الحفاظ على بهجة المناسبة ومواجهة متطلبات العام الدراسي بجدية ، هذه الفترة ليست مجرد عودة روتينية، بل فرصة لبداية جديدة تعزز التزام الطلاب بأهدافهم، وتُذكِّرهم بأهمية الموازنة بين الفرح والمسؤولية ،
عيد الفطر الذي كان وقتاً للاحتفال بنهاية شهر رمضان المليء بالروحانيات، حيث لبس الصغار والكبار أجمل الثياب، وزاروا الأقارب، وتبادلوا التهاني والهدايا. وبعد انتهاء أيام العيد، تبدأ الأسر في استعادة الروتين اليومي، ومن أبرز ملامحه العودة إلى المدرسة، وهنا يصبح دور الأسرة محوريًا في مساعدة الأبناء على الانتقال التدريجي من أجواء المرح والراحة إلى أجواء الدراسة المنظمة، دون أن يفقدوا حماسهم أو يشعروا بالصدمة من التغيير المفاجئ ،
وقد يواجه الطلاب والطالبات وعائلاتهم بعد فرحة العيد بعض الصعوبات خلال الأيام الأولى من العودة 
ويعد اضطراب النوم أول تلك المشاكل  بسبب السهر خلال ليالي العيد والاستيقاظ المتأخر صباحًا ، 
وتأتي صعوبة التركيز ثاني تلك الصعوبات نتيجة الانشغال بالأنشطة الترفيهية وتبادل الزيارات ، 

وللتغلب على هذه التحديات، يُنصح 
بإعادة ضبط الساعة البيولوجية بتقديم موعد النوم والاستيقاظ تدريجيًا قبل العودة بيومين أو ثلاثة.  
كما أنّ تحضير الأدوات المدرسية مبكراً يساهم في الاستعداد الجيد كتنظيم الحقيبة ومراجعة الدروس السابقة لاستعادة النشاط الذهني ،  
ويأتي الحوار المفتوح مع الأبناء كتهيئة نفسية لطمأنتهم بأن الفرح لا ينتهي مع العيد، بل يمكن دمجه مع الإنجاز الدراسي ،  

وللمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية دور كبير في تهيئة الطلاب والطالبات من خلال استقبالهم بابتسامة فالمدرسة شريك أساسي في تسهيل هذه المرحلة، كما أنّ الأنشطة الترحيبية والمعايدات لها أثرها الكبير والجلسات الحوارية عن ذكريات العيد قد تكسر جمود العودة، والمسابقات الفنية ستعكس فرحة العيد على اليوم الدراسي ،  
ويجب علينا مراعاة الحالة النفسية بتخفيف الضغوط في الأيام الأولى، وعدم تكديس الاختبارات أو الواجبات الثقيلة والدروس ،
ومن الأمور الجيدة دمج قيم العيد في الدروس كدروس عن التسامح والعطاء والفرح استلهامًا من روح العيد ، 

أما الطلاب والطالبات فعليهم أن يجعلوا العيد حافزًا لا عائقًا من خلال الاستفادة من طاقة العيد الإيجابية فيبدأوا يومهم بابتسامة، ويشاركوا زملاءهم وزميلاتهم قصصًا سعيدة عن العيد ، 

كما أنّ تقسِّيم المهام وعدم تأجيل الواجبات، يساعد على الإنجاز ..

(همسة الختام) :
العودة إلى المدرسة بعد عيد الفطر ليست نهاية للمرح، بل بداية لمرحلة تجمع بين روح العبادات وطموح النجاح. فكما أن الصيام في رمضان كان تدريبًا على الصبر والتحمل، فإن العودة إلى الدراسة تدريب على الإصرار والطموح. لنحتفِ معًا بقدرة أبنائنا على الجمع بين فرحة العيد وهمة التعلُّم، فهم بحق جيل يستحق أن نفتخر به .