صبيا - سالم جيلان 

تمتاز منطقة جازان بالموروث الشعبي عبر أسواقها الشعبية المنتشرة في أرجاء محافظاتها حيث تتنوع فيها البسطات والمحلات المتنقلة التي يبيع أصحابها الأواني الفخارية القديمة والمعدات الزراعية اليدوية وأصناف متنوعة من الأطعمة والمأكولات بالإضافة للخضروات والفاكهة والشتلات الزراعية وأنواع الطيور... كما تشمل هذه الأسواق زوايا لبيع المواشي بأنواعها وبيع الأعلاف وجميع مستلزمات الإنتاج الزراعي. 

 *سوق الثلاثاء بصبيا* 
أحد هذه الأسواق وأشهرها ويكاد يكون أقدمها هو *سوق الثلاثاء بصبيا* والذي كان يقام كل يوم ثلاثاء في وسط صبيا وظل كذلك لعقودٍ طويلةٍ من الزمن حتى تم نقله قبل سنوات قليلة *لضاحية نخلان* شمال محافظة صبيا ضمن التخطيط الاستراتيجي والتجديد الذي شمل أنحاء مدينة صبيا بمنطقة جازان.... هذا السوق كان ومايزال  المكان الأنسب لمرتاديه من داخل وخارج صبيا ويشتاق لارتياده غالبية أبناء صبيا الذين حالت ظروف أعمالهم وتنقلاتهم خارجها للدراسة دون ارتياد هذا السوق الأسبوعي الشعبي الجميل. 

 *الموروث الشعبي والماضي الجميل* 

الزائر لهذا السوق الأسبوعي بصبيا لا يستطيع مغادرته دون أن يبتاع مما تقع عليه عينيه من الحلويات الشعبية القديمة أو المعدات الزراعية وأدوات التنظيف اليدوية المصنوعة من أوراق الشجر وسعف النخيل.... آخرون يستهويهم حراج الطيور بأنواعها المختلفة وأشكالها المتنوعة وألوانها الجذابة في سوق الثلاثاء التاريخي. 

 *سوق الأغنام والأعلاف*

يتميز سوق الثلاثاء بصبيا بما يسمى *"المِجلاب"*  وهو سوق مختص لبيع وشراء الأغنام والخرفان ويقع بالقرب من مسلخ بلدية صبيا النموذجي وبجوارهما سوق الأعلاف والشعير... لهذا السوق قيمة خاصة لدى مرتاديه من أولئك الذين يشتغلون في بيع وشراء المواشي ويقومون على رعايتها وتداولها كمصدرِ رزقٍ دائم لا  حياد عنه ولديهم يجد المستهلكون وباعة اللحوم مايرغبون به وحسب تفاوت الأسعار. 

 *الشتلات الزراعية*

السنوات الأخيرة أصبح سوق الثلاثاء بصبيا موقعًا مميزًا لأصحاب المشاتل الزراعية والذين يعرضون فيه أنواع متعددة من الشتلات الزراعية للعديد من الأشجار والنباتات العادية منها والعطرية للمزارع والمنازل والحدائق بالجملة والتجزئة. 

 *الأقمشة والملبوسات*

يحتوي السوق الشعبي بثلاثاء صبيا على العديد من البسطات التي يبيع أصحابها الأقمشة النسائية والملبوسات التي تبحث عنها النسوة في هذا السوق لجودتها وعدم المغالاة في أسعارها كما هي في المحلات التجارية الثابتة بالأسواق والمولات التجارية... فيأتي لهذا السوق الأسبوعي العديد من النساء والأهالي لشراء القماش والملابس والمفروشات الشعبية المعروفة في أرجاء منطقة جازان ومحافظاتها.

*المواد الغذائية والخضروات والفاكهة*

التخفيضات أو المستودعات المتنقلة لبيع المواد الغذائية والاستهلاكية هي الأخرى تتخذ من سوق الثلاثاء بصبيا مكانًا لرواج ماتحتويه ناقلاتهم من منتجات فيجد لديهم المتسوقون أصناف المواد الغذائية بأسعارٍ منافسة ومناسبة للمتسوق الذي تتوفر لديه السيولة المالية الكافية بعد ارتياده السوق وبيع مايقوم بإيراده للثلاثاء كفرصة تسوق أسبوعية للأُسر والعائلات ذات الدخل المحدود... بسطات الخضروات والفواكه هي الأخرى توفر وتعرض للمتسوقين مالَّذَ وطاب بأسعار معقولة وفي متناول الجميع وتنتشر في جنبات متفرقة من موقع السوق.

 *جولة الفجر للحدث قبل رمضان*

فجر الثلاثاء ٢٤ شعبان ١٤٤٢هـ الموافق ٦ أبريل ٢٠٢١م كانت لصحيفة *"الحدث الإلكترونية"*  جولة استكشافية لهذا السوق الأسبوعي والتاريخي بمحافظة صبيا شمال منطقة جازان في آخر محطات السوق قبل حلول شهر رمضان المبارك لعام ١٤٤٢هـ حيث جرت العادة أن يكون هذا الموعد بالذات فرصة للتسوق مختلفة عن بقية أسابيع السوق في كل عام وخاصةً أن العام الماضي كان قد شهد سوق الثلاثاء لأول مرة في تاريخه توقف اضطراري بسبب تفشي وباء *فيروس كورونا* وعاش الباعة والمتسوقين في كل ثلاثاء ظروفًا استثنائية لانقطاعهم عن السوق وتوقف حالهم آنذاك فأصبحت ذكرى مريرة لا يمكن نسيانها... أحاديث قصيرة ومقتضبة استمعنا لها خلال جولتنا القصيرة مع بعض بائعي الحلوى والأواني الفخارية عن قوة السوق في هذا التاريخ بالذات وعن القوة الشرائية وكثرة المتسوقين وتزايد الطلب وموعد بداية السوق ونهايته... أكد العديد منهم بأن السوق في صبيا كل ثلاثاء يبدأ من قبل الفجر كبقية الأسواق في بعض المحافظات الأخرى ومع بزوغ الفجر وساعات الصباح الأولى يزداد المتسوقين وتتزايد أعدادهم وتتحكم القوة الشرائية في انتهاء السوق حيث يغادر البعض السوق يوم الثلاثاء في وقتٍ مبكر إذا انتهت بضاعتهم والبعض يستمر حتى وقت الظهيرة حسب السوق.... اختتمنا الجولة بتلك الأحاديث القصيرة على أن تكون لنا جولة قادمة بشكلٍ أوسع ولقاءات أطول حول هذا السوق التاريخي بمحافظة صبيا.