|

لا تِسرق الوقت .. يا سُرع الليالي والأيام

الكاتب : الحدث 2025-12-21 09:11:33

د/ سلمان الغريبي 
-------------------------------------

تمضي السنين و الشهور والأيام علينا سريعًا،  وتنطوي كطي الصحف ، فها هو رمضان مُقبلٌ علينا وكأنه بالأمس انتهى .. فسرعة الأيام أحبتي فعلاً أصبحت واقعًا مخيفًا يسرق خِلسةً من أعمارنا ونحن لاهين في هذه الحياة ولاندري، فاغتنم ما تبقى من أيامك ولياليك في هذه الحياة .. فالوقت يمر بسرعة البرق دون أن نلاحظ ذلك في الطبيعة التي تعودنا عليها ، وكأنه لص تسلل في حياتنا وسرق منها لحظات دون أن نشعر ، ونظن أن الأيام طويلة وفجأة تكون ذكريات بعيدة في تعداد الماضي وكأننا لم نعِشها ، أو تعايشنا معها في أحلامنا ، فالعمر رحلة واحدة لا ثاني لها تسير في اتجاه واحد .. فاللحظة التي أنت تعيش فيها لابد أن تعيشها بوعي وإدراك ، فهي راحتك وسعادتك وحاضرك وحياتك القادمة ومستقبلك ، فلا تبحث عن مافُقد منك ومضى ولا تُلقي له بال أو اهتمام ، تمتع بأيامك الحاضرة والقادمة ، واسأل الله العفو و العافية .. واغتنم ما تبقى من أيامك، و لا تُضيع وقتك في التفكير في الماضي أو ما فات ، بل عِش اللحظة واستمتع بها .. وضع نصب عينيك دائماً أن الحياة قصيرة ولا تفكر بإسهاب فيها وتضيع وقتك في الأشياء التي لا يمكنك تغييرها ، فاللحظة الحالية التي أنت تعيشها الآن هي الأهم ، عِش اللحظة واستمتع بها ، فالمستقبل بيد الله و لا تقلق بشأن هذا المستقبل ، بل توكل على الله وافعل ما عليك وأنت مرتاح البال والخاطر بما يرضي الله ، سائلاً الله لنا ولكم  أن يجعل أيامنا القادمة أجمل وأجمل من كل ما كنا نتوقعه ونتمناه، أيامًا هنية وسعيدة على الدوام ، فعِش حياتك بكل لحظة، واستمتع بكل ما هو جميل فيها .. وتمعن مليًا في سرعة هذه السنين والأيام كيف تسير بنا بسرعة فائقة لم نتخيلها ، وعلينا أن نستلهم منها العبر ، ونقدر النعم التي نعيش فيها الآن ، ونحمدالله عليها،  ونستغل كل لحظة بها في طاعة الله،  والعمل الخيري في خدمة الآخرين،  وعدم النظر للخلف لمرحلة مضت ، والندم على احلام وأماني لم تتحقق فيها .
وختاماً :
‏الله ياســـرع السنيين والليالي و الأيام
في لحظة راحــت كُلها من عمــرنا مادرينا
لاهــيــن في دنيا فانية بروحات وجيات
نضحك على الدنيا وثاريها تضحك علينا .