"تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها" مثل عربي شهير ينطبق على عدد من مرتزقة الإعلام، كُتّاب وإعلاميون مفوهون لكنهم أشباه رجال أقزام فكر أذلاء قدر صغار عقل باعوا كرامتهم وأخلاقهم وأخذوا يمجدون تارةً ويذمون تارةً أخرى في دول وحكام ومسؤولين لمجرد رغبتهم في بلوغ منصب أو للفوز بحفنة من المال أو حب شهرة وظهور، حياتهم ذليلة وعيشتهم مهينة لا احترام لهم ولا تقدير وفي مزابل التاريخ سيُلفضون ويبقون، يأكلون بألسنتهم كما تأكل الزانية بثدييها وكما تأكل البقر بألسنتها، كما أخبر عنهم رسول الله ﷺ حين قال: "سيكون قومٌ يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر من الأرض"، ويقول تعالى: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرًا".. ففي ظل الإعلام الذي يستغبي عقل المشاهد العربي فيكيل بمكيالين ويخرج علينا بخطابين ويرى بعين عوراء فيغمض عينيه عما يعني بلده وهموم شعبه ويركز على قضايا دول أخرى سعيًا منه لتحقيق أهداف سياسية وأجندات حزبية تخدم مصالح الدول الممولة له دون مهنية ولا احترام لعقل المتلقي ولن أحدثكم عن الضمير الإعلامي فهو غير موجود أصلًا، إعلام ساقط هابط أوشك على الإنتحار المهني، ولم يعد له متابع حر العقل مستقل الفكر يحب بلاده ويحترم ذاته، وأعني قنوات تلفزيونية تتحدث بلسان عربي دون ذكر أسماء تلك القنوات فهي لا تخفى على أحد، وعدد من الصحف الصفراء والحسابات المشبوهة .. هجمات إعلامية كاذبة مغرضة شرسة مرتبة ومتواترة علي السعودية ليست وليدة اليوم ولا الصدفة بل مستمرة منذُ عقود وأهدافها معلومة لا تخرج عن هدفين الأول: تصفية حسابات سياسية، والثاني : الحصول على المال مقابل السكوت ولن تسكت، ووسائل الإعلام التي تهاجم المملكة لا تقع إلا على القذارة، تجوب العالم كل صباح تغتات على الكذب وتبحث في الإعلام الهابط عن كلمة تسيء للسعودية كتبها أقزام ونكرات لا وزن سياسي أو إعلامي لهم فتضخمها تلك القنوات والصحف وتنقلها لتتصدر نشراتها الإخبارية وبرامجها الصحافية على مدار الساعة! زعيق ونعيق ونقيق ونهيق أقل ما يقال عما تبثه تلك القنوات في برامجها ونشراتها الإخبارية من هجوم وتحريض ضد ⁧‫المملكة‬⁩ بل وتلفيق وتضليل وتدليس وتركيز معظم بثها وبرامجها للإساءة  للسعودية‬⁩ وحكامها وشعبها، حيث يعكس ذلك مدى معاناة ⁧‫وتأزم دول ومرجعيات تلك الجهات الإعلامية من النجاحات والقفزات التي تحققها السعودية يومًا بعد يوم وفق خطط مدروسة ورؤية طموحة..
وأمام ذلك الإعلام الحاقد على بلدنا وأهله ينبغي علينا اليوم وعلى وجه السرعة توحيد مختلف وسائل الإعلام السعودية حكومية وخاصة وفق استراتيجية إعلامية موحدة واضحة الأهداف والسياسات وطرق التنفيذ، وتوجيه تلك الخطط لنقل الصورة الحقيقية والحضارية للمملكة كما هي وعلى طبيعتها دون تكلف وتزييف أو تزلف وإرضاء لأحد، دون الالتفات لنائحة مستأجرة أو لناعق جائع هنا أوهناك، كما يجب علينا تحصين المواطن السعودي وتثقيفه لمعرفة العدو من الصديق، فالشعوب التي لا تملك وعيًا قد تصبح يومًا قطيع غنم يسوقه إعلام لا يملك ضميرًا.
-----------------------
بقلم : المستشار عضو الجمعية السعودية للإدارة الكاتب/
محمد بن سعيد آل درمة