|

لا طلاقٌ ولا خُلعٌ بعد اليوم ..!

الكاتب : الحدث 2023-12-28 06:22:17

د / سلمان الغريبي 
-----------------------


كلامٌ قِيل ولازال يُقال في صميم الواقع بين الرجل والمرأة والقوامة و السياسة في وقتنا الحاضر .. فالسياسة ذكاء وفطنة يمتلكها الطرفين ، والله عز وجل أكرم بها المرأة أكثر من الرجل و أعطاها القدرة على التكيف معها في ظلال الحُب والاحتواء المنطقي لأن بين جنبيها قلبٌ عاطفيٌ ولديها إحساسٌ مُرهف .. فتحس بما يدور حولها وتتفهمه بالعقل و المنطق الذي يجب أن تكون عليه في مجتمعها الذي تعيش فيه ، فتستوعب وتحتوي بما تراه مناسباً لها ولمحيطها الذي تنتمي إليه  .. وفعلاً هذه هي المرأة العاقلة الحصينة التى كُلنا نتمناها ونحافظ عليها .. ولكن هُناك من يتربص بها لإغوائها والسعي لخرابها وتدميرها والعبث بها بحججٍ واهية خبيثة باسم الحرية والتقدم .. أما الرجل فالله سبحانه وتعالى أكرمه و اختصه بالقوامة وجعل في يده مقاليد القيادة الحكيمة الرشيدة والتصرف بعقلانية و روية مع القدرة على تحمل المسؤولية مهما كانت سواءً مالية أو معنوية ووضع الأمور في نصابها الصحيح بلا ضَرر أو ضرار .. فمن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس تمعني وتفكري أختي الفاضلة -يارعاكِ الله- فيما يدور حولك ومن يتربص بكِ ..؟! فكوني فعلاً كما عهدناكِ أنثى كاملةً ناضجةً بما تحتويه هذه الكلمة من معانٍ صادقة و مدلولاتٍ رائعة وجميلة لتملأ القلب قبل العين لكل من ينظر إليكِ ممزوجةً مقرونةً بمخافة الله ورضاه واتباع سنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام والتمسك الدائم بتعاليم ديننا الحنيف ومبادئنا وقيمنا وأخلاقنا الإسلامية الرفيعة التي تربينا وترعرعنا عليها من عهد الآباء والأجداد .. وثقي تمام الثقة أن كل الخلافات مصيرها للزوال بعون الله وتوفيقه لأنها اصطدمت في جدار صلب وتبخرت في بيئة نظيفة اتصفت بالخوف من الله والاحترام المتبادل بين الطرفين الرجل والمرأة و المودة والرحمة بينهما فلم تجد لها طريقًا للنجاة فماتت في مكانها .. قال تعالى : (وَمِنْ ءَايَاتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَجًا لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآياتٍۢ لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ) .. وعندها فعلاً نقول وبصوتٍ عالٍ وثقة في النفس : إن شاء الله لا طلاقٌ ولا خُلعٌ بعد اليوم .