|

﴿الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾

الكاتب : الحدث 2023-12-11 04:26:39

بقلم✍️:مريم آل قاحص 
-----------------------
(ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُكَ بعاد، إرمَ ذاتِ العماد، التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد)..كل الروايات تشير إلى أن «عاد» هي أحد الشّعوب العربيّة التى سكنت فى المنطقة الممتدة ما بين اليمن وعُمان، وأرسل الله لهم هودًا نبيًّا ، فرفضوا الاستجابة لدعوته، فغضب الله عليهم وأرسل إليهم عاصفةً قويّةً أبادتهم عن آخرهم، باستثناء النبي هود وكل من آمن معه. (وتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) .. توصف مدينة إرم ذات العماد من عاد، وهذه المدينة هي التي لم يخلق الله مثلها في البلاد، وقيل إنَّ عاد من العماد الذي يعني عماد بيوت الشعر، ويُراد بها القبيلة، واتصفت بيوت هذه المدينة بطول عمادها، وفي ذلك دلالة على طول أجسام أهلها، حيث كانت هذه المدينة رفيعة البناء، وورد في ذكرها قصص تفوق الخيال، ولكنَّ الله تعالى خسف هذه المدينة، واندثرت من الوجود، وجاء ذكرها في القرآن الكريم؛ إذ يقول جلَّ في علاه: (ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُكَ بعاد، إرمَ ذاتِ العماد، التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد) .. لا أحد يعلم أين تقع مدينة «إرم» إلا أن ذكرها كمثل جاء في القرآن الكريم بالآية الكريمة من سورة الفجر وهذه المدينة وطبيعة أعمدتها وهيئتها التي لا مثيل لها هي مجهولة في زمننا الحالي. ويكثر الجدل حولها وتكثر الاجتهادات، فمنهم من يضعها بالأحقاف ، ومنهم يقول إنها اكتشفت بعمان  ، ومنهم من يقول إن موطنها في حضرموت ، أو إنها مبنية من الذهب في اليمن .. كذلك قيل عن هوية قوم عاد إنهم من العرب البائدة إلا أنه لا أحد يعلم من هم بالفعل المقصودون بالآية الكريمة وما هي "إرم".. وبما إن «إرم» مدينة عظيمة، تضم بنايات شبيهة ببنايات المدن الأسطورية، وتفوق عظمة الحضارة المصرية وما خلفه قوم ثمود، فلابد أن تكون فى مكان ما واضح وعلني، ولا يحتاج لجهد كبير فى البحث والتنقيب عنها واكتشافها، لتكون مزارًا دينيًا جوهريًا يمنح الدروس والعبر.. ولكن السؤال اللغز، أين آثار هذه المدينة، وهل هناك موقع معلوم على وجه التحديد..؟! وهل بالفعل تم العثور على آثار المدينة فى أواخر القرن الماضي ، بعد أن تمّت إزالة الأتربة عنها، والتى تنتصب فى عمق الصحراء؟! .