كنـورِ يعبرُ في غيهبِ قاتم
لاينفك المرءُ عن نسيانِ ذلك الإلهام
كبناءِ بنايةِ كانت في اشدِ الحُـطام
كمن يُعيد جمع شتاتِ الأحـلام 
ويسعى جاهدًا ليُدثر معاني الإستسلام

ينشرُ السَلام ويُعيد شَمل الأنـام 
يسعى لإحياء انفسِ قتلها الإنهزام
يزيلُ بدفئهِ مرارة الأسـقـام
 
إنهُ " طيب الكَـلام"

تفعل الكَلمات مالا تقوى عليهِ الألغـام
تعيـد رقابَ على حدّ سيف الإعدام
تُعير المرء المتروكَ لذة الاهتمام 
تَجعل مابيننا رُوح صافية وتزيدُ الإنسجام

تَخيل أن الحياة بِلا طيب الكلام!
سنموت نحن وتُولد فينا حروبُ الانتقام 
ستزيدُ الخطايا والآثـام 
ستهُدم البيوت وسيسوء لحنُ الأنغـام
ستنزف القلوب وتمتلئ بالضغينةِ ولا تنام
نفوسنا خُلِقت مكرمة
 وحقُّ علينا أن نموت بذاتِ الإكرام
إن نطقنا فالننطُق بالقولِ اللين 
وإلا فلنزم الصمتَ
 فإن الملائكة تخطُ مانقول بالأقلام
وعند الحِساب ليس غيرنا من سيُلام
فلنسعى لطمسِ البذائةِ ونشرِ عبير الأنسام 
لنضيء الأنوار المبُددة بالإعتام 
لنخفي العبوسَ ونستبدلهُ بالإبتسام
حقًا ! تكمُن حلاوةُ الحياةِ في بث البهجةِ للأنام

وفي الختام .. 

مر فالحياةِ عزيزي مرور الكِرام 
وتذكر دومًا وحدها كلماتك ستبقى بعد رحيلك
 كبصمةِ إبهـام. 

قال تَعـالى: 
♦️ ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53].

الكاتِبة : صَـفيه رِزق .