مكة المكرمة - عبدالرحمن المحمادي 

في بداية كل عام هجري جديد يتسابق أهالي مكة وجدة في تقديم قهوة اللوز أو القهوة البيضاء أو بما يسمونها بالعاميّة"القهوة الحلوة" حيث تعد مشروب تقليدي مشهور محبب لدى معظم الناس ، وإن هذه العادة المالوفة يمارسها الأهالي وبالأخص عند الأسر في المنطقة الغربية وتتوارثها الأجيال كضرب من الطقوس التي تبث في النفوس مشاعر الفرحة والتفاؤل والطاقة الإيجابية .

وتتكون القهوة الحجازية من مكونات عدة : دقيق الأرز واللوز، والحليب مع السكر مع إضافة الهيل وإن تفاوتت طريقة إعدادها من أسرة إلى أسرة أخرى إلا أنها تصل في نهاية المطاف إلى نتيجة واحدة " مشروب ذا مذاق خاص يختلف عن نظيراتها ولايحلو طعمها إلا باجتماع العائلة أو الأصدقاء والأحبة .

ويعتبر سبب تسميتها بـ "القهوة البيضاء"إلى لونها الأبيض، مما جعل كثير من الناس يحرصون على إعدادها في هذا الوقت المتزامن بدخول السنة الهجرية الجديدة وتناولها من باب الفأل والاستبشار بسنة هجرية سعيدة مليئة بالطمأنينة والهدوء ، هذا وقد أثبتت الدراسات في علم النفس أن اللون الأبيض من أهم العلامات الدالة على الحب والسلام والسكينة ، ومن المتعارف عليه أن اللون الأبيض يستخدم لإعطاء الانطباع بهدوء الأعصاب والميل للصمت والتأمل.