هي لحظة إدراك ..!
بقلم/ عبهر نادي
----------------------
أحيانًا .. وفي وسط روتيننا اليومي نتعرض لموقف ما ! نشعر من خلاله وكأن عاصفة قوية مرت بنا ، أو أن المكان أصبح خاويًا من حولنا ، نمر بلحظة نعيد بعدها مشاعرنا لأنفسنا دون أن نعلم كم أثرت فينا تلك اللحظة ، ولكنها بالتأكيد فتحت عيوننا وبشكلٍ مفاجئ على رؤية الأمور بمنظور مختلف ..
بوابة جديدة على الحياة فتحت لنا أبوابها ؛ لنرى الأشياء التي كنا نهرب منها على حقيقتها ، فنادرًا ما تأتي الفرص التي تجعلنا نرى ماحولنا بوضوح أكثر لتقودنا نحو تغييرات إيجابية في حياتنا ..
لا أدري ماذا أسمي تلك اللحظة لعلها هي لحظة إدراك-لحظة قد تنقلنا إلى مرحلة نضج عقلي لا علاقة له بالعمر بل بالتجارب ، هي مرحلة أخرى من الحياة تجعلنا نكون أكثر هدوءًا ، وتمكننا من تخطي العتب رغم وجاهته لنشعر وكأننا اكتفينا بأنفسنا ، وأصبح لدينا ذائقة مستقلة ليصبح وجود البعض من حولنا لطيفًا ، ولكن غيابهم لا يضر .. لحظةٌ قد تقودنا للتصالح مع الذات بعيدًا عن المقارنة والتقليد ، وقد تكون تلك اللحظة واحدة من اللحظات التي يعبر من خلالها الإنسان أثناء سَيره في الحياة ، أليس اكتساب الفهم والمعرفة حالةٌ مستمرة معه .. فإذا ما ولدت تلك الحالة من خلال البصيرة والعمليات العقلية سميت آنذاك "إدراك" ، ولعل أسمى درجات الإدراك من وجهة نظري هو إدراك سر الوجود حين نعلم يقينا أن لنا دورًا في هذه الحياة لا يقل أهمية عن دور الشمس في مسار الأفلاك ، ونعلم أيضًا أن كل منا مُسير لما خلق له ، وأن دورنا في الحياة هو تحقيق العبودية لله وحده عز وجل ..
لحظة إدراك رست على ضفاف الفكر تقول :
"ليست كل نتيجة عقلية نخرج بها هي لحظة إدراك ، فبعض أحاديث النفس والأماني ترتدي قناع تلك اللحظة المميزة".