العنقري لـ«الحدث»: تعد دول الخليج العربي محورية في منظومة الإقتصاد العالمي .
جدة - ولاء باجسير
قال المحلل الإقتصادي محمد العنقري في لقاء مع «الحدث» عن مايشهده العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الإقتصاد العالمي، مما يتوقف ذلك على مدى استمرارية مدة الحرب، وبالطبع يختلف التأثير بالنسبة للمناطق ومن دوله لأخرى حول العالم، وأشار على كثافة التواصل من قِبل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي مع دول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية، وكما جاء كالتالي:
- هل يحدث ذلك بسبب ظروف المرحلة أم أنه ضمن سياق التطورات الدولية على كافة الأصعدة خصوصاً الإقتصادية؟
تُعد دول الخليج العربي محورية في منظومة الإقتصاد العالمي حيث تخرج يومياً ما يقارب 18% من الصادرات النفطية للعالم من الخليج اضافة لامدادات الغاز وغيرها من المنتجات والمشتقات النفطية والبتروكيماوية وفي ظل ازمة ارتفاع تكاليف الطاقة لدى الغرب بعد ايقاعهم عقوبات على روسيا تشمل امدادات النفط والغاز واتجاه دول منهم لتقليص الإستيراد من روسيا لكي تتأثر بخفض ايراداتها وتضطر لإيقاف الحرب ضد أوكرانيا فَمن الطبيعي أن يكون تواصل المستهلكين مع المنتجين الكبار للطاقة قائم ويزداد في هذة الفترة إضافة إلى أن دول الخليج من الأساس تربطها علاقات تجارية وتحالفات وثيقة مع دول العالم بحكم إمكانياتها ودورها المهم في الإقتصاد العالمي وكونها من أكبر المناطق في التأثير بالتجارة الدولية أما روسيا فهي حليف في إتفاق أوبك بلس لأنها من أكبر منتجي الطاقة بالعالم ويهمها دعم هذا التحالف الذي أعاد لأسواق الطاقة توازنها.
- تحت ظل هذة الحرب ماهي التأثيرات على المستقبل الروسي والأمريكي اقتصادياً وسياسياً؟
لكل دولة تحدياتها فَروسيا قد تتضرر على المدى البعيد والمتوسط أيضاً إذا استمرت العقوبات عليها حيث ستفقد العلاقة التجارية مع أسواق كبيرة في أوروبا وأمريكا وكذلك سيحد من حصولها على التكنولوجيا التي يتفوق بها الغرب مع إحتمال تراجع ضخ الإستثمارات عموماً باقتصادها بعد خروج مئات الشركات الغربية، أما الولايات المتحدة فهي تواجه تحدي خفض التضخم مع ضرورة الإبقاء على النمو الإقتصادي، وكذلك سوق عمل قوي وهذة التحديات ليست بسيطة وإن كان لديها القدرة على تجاوزها نظراً لضخامة ومرونة اقتصادها ومن الممكن أن تستعيد قوة نموها في بحر عامين على أبعد تقدير مالم تظهر أزمات غير متوقعة في حال طالت هذة الحرب أو حدث أي تطور في وباء كورونا، أما في المجالات السياسية والعسكرية فَهناك حراك كبير من الطرفين وسباق لتحقيق مكاسب من قِبل كل طرف ولكن العوامل الإقتصادية هي من ستفرض الحلول لأزمة الحرب على أوكرانيا، فَالحل لن يكون إلا بالمفاوضات والإتفاق الذي يؤمن مصالح جميع الأطراف.
* بعد الأزمة الإقتصادية التي شهدها العالم بسبب جائحة كورونا ثم عقبتها الحرب الروسية الاوكرانية.
- فَما نظرتك المستقبلية للإقتصاد العالمي ؟ وهل إن طال أمد هذة الحرب ستؤثر سلباً على دول العالم؟
بكُل تأكيد هذة جميعها عوامل تُمثل تحديات ضخمة للإقتصاد العالمي كونها متلاحقة ولم يلتقط العالم أنفاسه بعد أن تم استيعاب تداعيات كورونا حتى جاءت هذة الحرب لتكون ضغطاً إضافياً عليه، وأعتقد أن ذلك سيؤثر على توقعات نمو الإقتصاد العالمي سلباً ويسهم بإطالة أمد التضخم، لكن سيبقى التأثير بالنمو قادماً من الإقتصادات الصاعدة والتي ستحافظ على معدلات نمو جيدة، بينما الدول الفقيرة هي التي سيكون الأثر السلبي بالغ عليها إذا لم يتم التدخل سريعاً لحل مشكلة سلاسل الإمدادات الغذائية تحديداً.