|

نجران في رمضان .. الرقش سيد المائدة وكورونا منعت التجمعات العائلية

الكاتب : الحدث 2021-04-29 06:59:06

 


نجران - فريال الوادعي 

يحل شهر رمضان المبارك وتحل معه الروحانية،  واقتناص الفضائل،  والعادات والتقاليد التي قد تتفق فيها معظم المناطق إلا أن لكل منطقة سمات واختلافات تميزها عن الأخرى.  
 
 ولازال الكثير من الأسر والعائلات تحافظ على العادات "الرمضانية" المتعلقة باستقبال شهر الصيام،  وربما منها عادات غريبة،  لكنها في الأغلب عادات مبهجة وتدعو للتسامح والتأمل.  
 
"الحدث" في هذا الصدد ركزت على العادات الرمضانية التي تميز البيت "النجراني" وترتبط بنسيجه المجتمعي المتوارث من الأجداد أو بعض العادات التي لم ترتبط سابقاً بهم وأدخلت عن طريق الأجيال كنوع من إظهار تميز هذا الشهر وتدريب النشء على صيامه وقيامه وحسن استقباله. 


 جائحة كورونا وأثرها
 
 وفي حديث "لعبدالله اليامي" مع "الحدث" قال اعتدت أنا وأسرتي كل عام منذ دخول الشهر الكريم "رمضان" على التجمع العائلي، ولكن اختلف هذا الشي بسبب جائحة كورونا التي غيرت بعض من هذه العادات.  
 وأضاف أنه يحرص في البداية على الإفطار بالتمر والقهوة العربية فقط،  قبل التوجه إلى المساجد القريبة لأداء صلاة المغرب،  ثم يتناولوا بعد ذلك وجبة الإفطار مع أفراد العائلة وهي عادة سنوية قلت كثيراً بسبب الجائحة وحرص منه على التقيد بالأوامر الصادرة من وزارة الصحة ليحمي بعد الله عائلته المكونة من والده ووالدته "الكبار في السن" وزوجته وأطفاله الأربعة.  

عمل وثواب
 
 وذكر "محمد الحمد" أنه كل يوم وعند بزوغ شمس الصباح يهم بالذهاب إلى مزرعته والإشراف على عملية الجني للخضار والفواكه وبعدها إلى سوق الخضار لبيعها.  
 وذكر "الحمد" أنه كل يوم يقوم بتوزيع بعض من هذه المحاصيل لأفراد قبيلته وأسرته وبعض المحتاجين لزيادة الأجر في شهر الخير .  
 وأضاف أنه ومع قرب أذان المغرب يتم تجهيز سفرة الإفطار المكونة من الطبق الرئيسي وهو "الرقش" النجراني الذي تقريباً لا يخلو بيت نجراني منه.

مشاركة كبار السن

وتقول "أم حسين" يأتي رمضان بعد انتظار وكلنا شوق لروحانيته وما يتميز به من عادات كالتواصل العائلي،  ففي كل عام نحرص على زيارة ومشاركة كبار السن وجبتي الإفطار والسحور ويزيد في هذا الشهر التواصل وزيارة الأقارب إلا أن تلك العادة نوع ما في العامين الأخيرة تلاشت مؤقتاً مع جائحة كورونا حفظاً منا لصحة كبار السن والتزام بالأنظمة والإجراءات الاحترازية. 
 تتميز نجران أيضاً بكثير من الأكلات الرمضانية فبالإضافة للشربة والسمبوسة هناك أكلت "الرقش" التي لا تخلوا سفرة منها.  
 وفي السنوات الأخيرة انتشرت عادة "القرقيعان" في اليوم الخامس عشر لإدخال البهجة على الأطفال.

روحانية وتدريب نشء

فيما تقول "أشواق آل سدران" تتضح الروح الرمضانية في منطقة نجران بالزي الطاهر شبه الموحد حيث تُلف العمائم بسلام على الرؤوس وتنسدل الثياب الشديدة البياض على كل الفئات العمرية فلا تجد كهلاً ولا طفلاً إلا وقد لبس الإيمان في ثياب في مشهد مقدس ومهيب وتبرز الروح الجماعية الواضحة في كل بيت وكل مكان في الأوطان القبلية، تجد التمتمات والتهليلات الرمضانية تضج بها الشوارع، ويميل الناس إلى التجمعات طيلة شهر رمضان بشكل يومي وكذلك التواجد المستمر في المساجد وتناول الفطور الخفيف بشكل جماعي هناك وأداء صلاة التراويح جماعة في جو روحاني عظيم مليء بالدعاء قبل التوجه إلى دورهم وتناول بعض المأكولات التي يحرص الجميع على وجودها على الإفطار "كالرقش" سيد المائدة النجرانية، وبعض المشروبات الغربية اللذيذة التي تقدم على المائدة كنوع من المكافآت والتحفيز للصغار الصائمين الصابرين على العطش، كما تحرص "النساء" في نجران على تبخير بيوتهن بشكل مستمر وعمل مزهريات من الرياحين والنباتات العطرية في أركان المنزل، حيث تشعرك بأنك تشتم رائحة رمضان في كل مرة تمسك بغصن من الريحان وفي أي زمان.

ترابط عائلي

وفي حديثنا مع "هيا قلم " تقول اعتدنا في عائلتنا كل عام قبل رمضان بيوم يجتمع جميع أفراد العائلة دون استثناء ماعدا المسافرين،  حيث تجمعنا سفرة واحدة.

كما أننا نحرص "كنساء" على توزيع الأصناف بيننا بحيث كل أسرة تحضر طبق دون تكرار أو تبذير،  كما أن عمتي تتميز في أعداد "الرقش" فنحرص على تكليفها به،  فيما تحرص كل أسرة على إعداد الطبق الذي تتميز به بالعادة، وعلى الوجبة نسمي كل عائلة والصنف الذي أحضرته،  فمثلاً عمتي إذا أعدت وجبة الأرز نقول "هذا عيد فلانة وأكثر عديدها وهذا عيد ال فلان وكثر عديدهم"، ومع أن هذه العادات حدت منها الجائحة إلا أنها عائدة ولن تتلاشى -بإذن الله-.

تضيف "هيا" بأن الاجتماعات في رمضان عادة تتكرر ونحرص في نهايته على توزيع الزكوات على المستحقين بأشراف من كبير العائلة،  كما نحرص على إخراج الصدقات جميعاً حتى عن الموتى.