|

المنقري: القصيبي حوّل التاريخ إلى إبداع حيّ

في ورشة "الأدب والإعلام" بـ"كتاب جدة"
الكاتب : الحدث 2025-12-18 12:00:03

متابعات - الحدث 

ناقشت ورشة عمل بعنوان "الأدب والإعلام" بمعرض جدة للكتاب 2025، العلاقة المركبة بين الكتابة الإبداعية والتاريخ والثقافة، وقدّمها الكاتب سلطان المنقري، متناولًا دور الكاتب في تحويل اللحظة التاريخية إلى نص ثقافي مؤثر.
وافتتح المنقري حديثه بالتوقف عند مفهوم "الكاتب"، داعيًا إلى تفكيكه وإعادة بنائه بوصفه فاعلًا ثقافيًا يعيد صياغتها جماليًا، مؤكدًا أن مهمة المبدع تختلف عن مهمة الباحث أو المؤرخ؛ فالأول يحوّل التاريخ إلى أدب وثقافة، ويعمل الثاني على تثبيت الثقافة في إطارها التاريخي والمنهجي.
وتطرّق إلى الفروق بين اللغة الإبداعية واللغة البحثية، موضحًا أن الشعر والرواية والقصة والمقالة والمسرح أدوات فنية قادرة على إحياء التاريخ، واستحضاره في وعي المتلقي، مستشهدًا بتجربة الدكتور غازي القصيبي، الذي وصفه بالعبقري القادر على تحويل التاريخ إلى إبداع نابض في الشعر والرواية والمقالة والسيرة، إلى جانب أسماء إبداعية أخرى مثل محمد الثبيتي وجارالله الحميد، ممن جمعوا بين الدقة اللغوية والعمق الشعوري.
وانتقل إلى الحديث عن الترجمة، معتبرًا المترجم المبدع يعيد إنتاج المعنى والانفعال، مستشهدًا بعدد من الأسماء التي نجحت في ذلك، ومشيرًا إلى أن انتشار الكاتب لا يرتبط دائمًا بقيمة منجزه، بل يتأثر أحيانًا بالمكان والبيئة الثقافية المحيطة.
واختتم المنقري حديثه بالإشارة إلى أن الغياب عن الكتابة لا يعني الانقطاع النهائي، لافتًا إلى أن تجارب إبداعية كثيرة شهدت فترات صمت قبل العودة، معربًا عن شكره لهيئة الأدب والنشر والترجمة على إتاحة هذه المنصة التي أسهمت في إعادة فتح الحوار مع الجمهور.
وتأتي هذه الورشة ضمن البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2025، الذي يواصل تقديم فعاليات معرفية تناقش قضايا الأدب والثقافة والإعلام، وتفتح مساحات للتفاعل بين المبدعين والقرّاء.