شفاء الوهاس

 أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية في عصرنا الحديث، ولم يعد استخدامها مقتصرًا على الكبار فقط، بل بات الأطفال أكثر الفئات تعاملًا معها، سواء للترفيه أو التعلم أو التواصل. ومع تزايد هذا الارتباط، يبرز تساؤل مهم: كيف يمكننا تحقيق التوازن بين الاستفادة من هذه الأجهزة وحماية أطفالنا من آثارها السلبية؟
أولًا: فوائد الأجهزة الإلكترونية للأطفال
   على الرغم من المخاوف، لا يمكن إنكار أن للأجهزة الإلكترونية جوانب إيجابية إذا استُخدمت بطريقة صحيحة، ومنها:
تنمية المهارات التعليمية
توفر التطبيقات التعليمية والألعاب التفاعلية فرصًا كبيرة لتطوير مهارات القراءة، والرياضيات، واللغات
تعزيز الإبداع
تمنح البرامج الفنية والتطبيقات الخاصة بالتصميم والرسم الأطفالَ مساحة للتعبير عن خيالهم
اكتساب مهارات تقنية مبكرة
أصبح الإلمام بالتكنولوجيا ضرورة
واستخدام الأطفال للأجهزة يساعدهم على التعرّف إلى مهارات العصر الرقمي
التواصل الاجتماعي
يمكن للأطفال التواصل مع الأقارب والأصدقاء عبر المكالمات المرئية، خصوصًا عند البعد الجغرافي
ثانيًا: مخاطر الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية
قد يؤدي الاستخدام غير المنضبط إلى آثار سلبية عديدة، 
منها:ضعف التركيز والانتباه
الاستخدام الطويل قد يؤثر على التركيز
ويجعل الطفل يميل إلى الإثارة السريعة ويبتعد عن الأنشطة الهادئة 
وقد يسبب مشاكل صحية
مثل إجهاد العين، آلام الرقبة، وضعف النوم نتيجة الإضاءة الزرقاء المنبعثة من الشاشات تأخر النمو الاجتماعي
الإكثار من استخدام الأجهزة يقلل من التفاعل الاجتماعي الحقيقي مع الأسرة والأصدقاء
وقد يواجه الأطفال محتوى خطيرًا أو غير ملائم لأعمارهم إذا لم تكن هناك رقابة مناسبة ، لتحقيق الاستخدام الأمثل للأجهزة الإلكترونية، هناك مجموعة من الإرشادات المهمة للحفاظ على التوازن بين اللعب والتعلم  في استخدام تلك الاجهزة
مثال تحديد وقت للشاشة
توصي المنظمات الصحية بتحديد ساعات الاستخدام بما يناسب عمر الطفل
و اختيار محتوى مناسب
مراقبة التطبيقات والألعاب والبرامج، وتحديد ما يناسب سنّه
مشاركة الطفل في التجربة
يمكن للوالدين مشاركة أبنائهم اللعب أو مشاهدة المحتوى، لتعزيز التواصل والمراقبة الإيجابية
تشجيع الأنشطة البديلة
مثل الرياضة، القراءة، والأنشطة الفنية التي توازن بين العالم الرقمي والواقعي 
إبعاد الأجهزة قبل النوم عن الطفل
مما يساعد على نوم أفضل ويقلل من تأثير الضوء الأزرق
واخيراً 
إن الأجهزة الإلكترونية ليست عدوًا للأطفال، لكنها أيضًا ليست بديلًا عن الأنشطة الحياتية الطبيعية. يبقى دور الوالدين هو الأساس في توجيه استخدام أبنائهم لها وخلق بيئة متوازنة تجمع بين التقنية والتفاعل الإنساني، ليكون أطفالنا أكثر وعيًا وقدرة على التعامل مع العالم الرقمي بصورة صحية وآمنة .