اجعلوا ليالي العشر كلها ليلة القدر ..

د/ سلمان الغريبي
----------------------
اجعلوا من ليالي العشر الأواخر من رمضان كلها ليلة القدر ، ولا تلتفتوا للتخمينات والتوقعات فهي في علم الغيب ، ففي كثير من السنين يكون دخول الشهر محجوب بسبب عدم وضوح الرؤيا بسبب تلبد السماء بالغيوم فيُكمل شهر شعبان ، ومن ثم يَصعُب تحديد دخول شهر رمضان بالضبط بل استنادًا على تكملة شهر شعبان لقول النبي ﷺ : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ؛ فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين[1] ، وفي اللفظ الآخر: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين[2] ، وفي اللفظ الآخر: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا ) ، وهنا قد تختلف الليالي ، فمثلاً ليلة سبعة وعشرون قد تكون هي ليلة ستة وعشرون ، وليلة خمسة وعشرون قد تكون ليلة أربعة وعشرون أو العكس ، وهكذا بقية الليالي في العشر الأواخر ، فمن الأضمن لنا كي نصادف ليلة القدر إن شاء الله بعون الله وتوفيقه ، الاجتهاد في العشر الأواخر كلها ابتداءً من ليلة عشرين حتى نهاية آخر ليلة من شهر رمضان الكريم ، وعلمها عند الله ، وخصوها -يارعاكم الله- كُلها بالعبادات والدعوات ، والصدقات وصلة الأرحام ، والصلوات وقراءة القرآن والاعتكاف ، واتركوا عنكم تضييع أوقاتكم الثمينة في هذه الليالي العظيمة للتخمين والسير وراء احتمالات لا صحة لمعظمها وذلك بتحديد ليلة القدر من شمسها وشعاعها ، والتي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، فلتجعلوا من هذه الليالي كُلها و في مُجملها ، فرصة للاستغفار والتوبة والتقرب إلى الله ، وكأنها كلها في مجملها كما أسلفت هي ليلة القدر ، ولا تجعلوا هناك فرصة للتخمين والشك ، فالله أعلم بها و بالليالي والزمن ، فليس علينا إن أردنا الظفر بها إلا أن نستغل هذه الليالي بأكملها في عبادة الله ، والتقرب إليه فقط دون تخصيص ليلةٍ عن أُخرى .. والله أعلم .