|

العلاقات الإنسانية الحقيقية ..!

الكاتب : الحدث 2025-02-03 11:24:55

د/ سلمان الغريبي 
----------------------


للأسف الشديد ، أصبح في هذا الزمان كثيرٌ من البشر يفتقرون إلى العديد من المبادئ و القيم والاخلاق التي كانت تُميز مجتمعاتنا السابقة ، فقد قلّ فيها الوفاء والأخلاق والتواضع والحكمة والإحترام بينهم  وأصبح كثيرٌ منهم يُركزون على المصالح الشخصية والمادية فقط ، وتضييع القيم الروحية والأخلاقية والتمسك بالمبادئ والقيم ، وأصبح الناس يتعاملون مع بعضهم البعض ببرود وعدم اهتمام وجفاء ، وقلت العلاقات الإنسانية الحقيقية إن لم تكن إندثرت عند كثير منهم ، وأصبحوا يفضلون التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من التواصل المباشر والإجتماعات الأسرية وأصبحوا يعتمدون على التكنولوجيا لتحقيق أهدافهم بدلاً من الاعتماد على العلاقات الإنسانية والتواصل المباشر ، كما أن هذا الزمان شهد زيادة واضحة في حدة الغضب والتنافر والكراهية والعدوانية ، وأصبحوا  يتعاملون مع بعضهم البعض بسلطة المركز وعدوانية الموقف ، بدلاً من التعامل بروح من التعاون والتسامح والمحبة والإخاء والألفة ، وبعد كل هذا وذاك يجب علينا وبرغم كل هذه التحديات أن لا نستسلم لهذا الواقع الذي فُرض علينا من واقع الحريات المفرطة الدخيلة على مجتمعنا ويجب أن نعمل على تعزيز المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة التي تُميز المجتمعات الإسلامية المحافظة ، ونجعل منها جزءًا لا يتجزء من حياتنا اليومية ، يجب أن نتعامل مع بعضنا البعض كما اسلفنا بروح من التعاون والتسامح ، ونعمل على بناء علاقات إنسانية حقيقية بين أفراد الأسرة بصفة خاصة والمجتمعات التي نعيش فيها بصفة عامة ..
 (وختاماً) : يجب أن نتذكر دائماً أننا نستطيع و نملك القدرة على تغيير هذا الواقع الذي نعيش فيه حالياً ، وأننا نملك القدرة على بناء مجتمع أفضل مما نحن فيه وندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة والتخطيط السليم العاقل المُتزن ، لإعادة مجتمعنا كاملاً لسابق عهده وإعادة ترسيخ المبادئ والقيم في نفوس الجيل الصاعد الذي تاه بين التكنولوجيا  الحديثة وانجرف معها دون فكرٍ بناء او روية واضحة في التركيز على التقدم وحضارة المجتمعات .. يقول الله عز وجل في سورة النحل : (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) صدق الله العظيم .