د/ سلمان الغريبي 
----------------------

يتفاخرون في مجالسهم وعبر قنوات التواصل الخاصة بهم بما لايليق بهم .. فيلبس بعضهم بِشوتًا لاتليق بهم ، ويرتدون ثيابًا واسعة عليهم لا أكمام لها كـ (هَبلووه) الذي كنا نراه يَتهبل في الحواري وبين القرى ، ويهذي بكلام غير مفهوم لا أساس له من الصحة ، ومصدق نفسه أنهُ كذلك ، ويريد فرض هُباله على غيره بشتى الطرق ..! ونسى هذا وذاك ، وتغافل أنهم لأدم -و آدم- من تراب ، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم .. وانه لا فرق بين هذا وذاك إلا بالتقوى مهما كَثُر ماله وعَلا منصبه وحسبه ونسبه ..! وللأسف إن هذا التفاخر الكاذب الواهي والهياط المُفرط والتعصب العنصري يكون سببًا في تدمير العلاقات الاجتماعية ، وتفكيك المجتمع ، وتشتيت الأسر ، و تعزيز الكراهية والعداء بين الأفراد والمجتمعات ، و إهدار للمبادئ و القيم الدينية والأخلاقية التي تؤكد على التسامح والتعايش السلمي بين الجميع على أُسس صحيحة وسليمة ، كما يؤدي إلى تعزيز الفساد والانحراف عن الصراط الصحيح المستقيم ، وخراب الديار والعباد ، وعليه يجب على الجميع تعزيز التوعية الدينية والأخلاقية ، والسير على أُسس صحيحة وغير ملتوية تؤكد على الصدق و التسامح والتعايش السلمي بين الجميع ، كما أننا نؤكد على توفير التربية الصحيحة التي تؤكد على القيم الإنسانية ، والتعايش بطرق صادقة لا كذب فيها ولا خداع ، على أن يكون كل ذلك بحوار مفتوح بين الأفراد والمجتمعات ؛ لتعزيز الفهم المتبادل ، والخروج بنتائج يتقبلها الجميع صادقة متلائمة مع الدين والمبادئ والقيم و القانون والعدالة بشكل عادل لمنع مثل هذا التفاخر بالمناصب والأحساب والأنساب والتعصب الكاذب الواهي ، ولمنع أيضًا مثل هذه الظواهر السلبية التي لايقرها دين ولا عقل .. يقول تعالى في سورة الحجرات : - "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل ليتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وفي سورة الفرقان : - "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا " صدق الله العظيم .