تفرق كثير .. بحبك الحب الكبير
د/سلمان الغريبي
----------------------
نعم تفرق كثير بحب السنة الهجرية الحب الكبير ، والسبب واضح للصغير قبل الكبير ..!
فحقيقي .. لا نريد سنة ميلادية جديدة بمفهومها الخاطئ الذي لا أساس له إلا معتقدات كاذبة واهية غرسوها في غير محلها ، فبانت على حقيقتها ، وفيها من الغباء والانحدار الشيء الكثير .. نحن نريد سنة هجرية جديدة تُشبه سنين أعمارنا السابقة ، أو مثلها التي عشناها أيام جدي وجدتك ، وأمي وأمك ، وأبي وأبيك ، والخير الذي عشنا فيه وعليه وما زلنا ننعم به حتى الآن .. أيام علّمونا فيها معنى "العيب " ، وكيف نتلاشاه ، وهذا يجوز ، وذلك لايجوز فعله، وهذا غلط، وذاك عين الصواب ، وإياك التصاحب مع فلان وفلان فَـ( سمعتهم مُش ولا بُد) ، واحفظ سرك ، وصون العشرة مع الأقارب والأصحاب ، والجيران والأحباب ، وصلِّي فرضك ، وخاف ربك في السر والعلن ، سنين حلوة وجميلة ورائعة برغم ما يكتنفها أحيانًا من أحزان لفقد قريب غالي ، أو حبيب ، أو صديق ، أو جار .. فيها أيام خوالي .. فيها اللمة والصحبة الحلوة الطيبة ، والضحكة الصافية الصادقة النقية من القلب للقلب ، أيام السند أخوك وأختك ، وصاحبك وجارك الصادق الصدوق معك الذي يصون عرضك ، ودارك في غيابك ، وحينما يتكلم عنك أحد بسوء في عدم وجودك يقف ويدافع عنك ويرد : عيب عليك هذا جاري ، وليس لك حق أن تتكلم عليه ، وإن تكلمت عليه فكأنك تتكلم عني ، سنة هجرية تفرق معنا كثير .. فيها شهر بهِ ليلة واحدة فقط خيرٌ من ألف شهر ، شهر تتغير فيه نفسياتنا إيجابياً للأحلى والأجمل ، ونمط حياتنا اليومي الروتيني للانضباط ، والتحلي بالتحمل والصبر وفعل الخيرات ، شهر نشعر فيه بالأمان والاطمئنان والتجمع الأُسري الذي يفتقده الكثير طوال العام ، وزيادة في الأعمال الصالحة ، وتلاوة القرآن ، وزيادة تكفينا طوال العام بلا نقصان بفضل من الله الكبير المنان ، شهر عظيم تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النيران ، وتصفد شياطين الإنس والجان ، فأحيوا سَنَتِكُمّ الهجرية ، فهي أولى من السنة الميلادية لما فيها من عظيم الخيرات ، و أشهر و أيام مُباركات كشهر رمضان ، وعشرة أيام الحج بما فيها يوم عرفة ، ويوم عاشوراء ، وغيرها الكثير الكثير مما بارك الله لنا فيه ، فاللهم بلغنا سنتنا الهجرية ، وشهر رمضان ونحن ننعم دائمًا بصحة وعافية وسلامة ، وأمن وأمان وراحة بال ، وارحم واغفر لمن رحلوا عنا في لمحة بصر ، وسبقونا للقاءك ، واجمعنا معهم والمسلمين أجمعين في جناتك جنات النعيم في الفردوس الأعلى في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا .