السودان على شفير الهاوية من جديد
أحمد بني قيس
@ahmedbanigais
حال بعض الدول العربية في وقتنا الراهن أصبح حالٌ تسوده النزاعات الدموية والاضطرابات والفتن والقلاقل والأمثلة على ذلك عديدة ولنا مثلاً في ليبيا وسوريا خير مثال واللتان أصبح واقعهما واقع يتسم بمختلف مظاهر الفرقة والخلاف بل وارتكاب افضع الممارسات على أيدي قوى خارجية تم استحضارها لحماية المصالح الشخصية لأصحاب القرار والسلطة في تلك البلدان بدلاً من جلبها لحماية شعوبها والحفاظ على ثرواتها المعنوية والمادية.
ولقد إنضم مؤخراً السودان لهذه القائمة بحكم أنه يشهد هذه الأيام صراع عنيف بين الجيش السوداني من جهة وبين قوات الدعم السريع من جهة أخرى واللذان يفترض أن يكون شغلهما الشاغل حماية مقدرات البلد والحفاظ على أمن وسلامة شعبهما إلا أن ميدان النزاع يؤكد بأن هذه الاهتمامات تتذيل بكل صلافة قائمة أولوياتهما ما يجعل التعاطف معهما محض سذاجة في أدنى وصف يمكن أن يوصف به ذلك التعاطف.
وتعتبر هذه الحرب السودانية السودانية آخر ما كان يتطلع له الشعب السوداني الذي يؤكد حاله أنه عانى الكثير جرّاء كثرة الانقلابات والانشقاقات وأن كل ما لاح له أمل في إمكانية عودة الاستقرار والانضباط لبلده جدّ في أمره ما يهدد ويحطم هذا الأمل إما بتحريض مباشر من قوى خارجية أو بتآمر قوى داخلية الأمر الذي تسبب في ضياع شبه كامل لمقدرات ذلك البلد والنجاح في زرع الفتنة بين أبناء الشعب بمختلف أعراقه وأطيافه.
وما يُرجح حقيقة تأثير تلك القوى الخارجية على الواقع السوداني التعامل السلبي من قِبَلها مع أزمات السودان السابقة والحالية وعدم اكتراثه الجدي بالمساعدة في حلّ تلك الأزمات حيث يشهد حاضره بأن جميع تفاعلات تلك القوى الخارجية مع أزماته تكاد تكون شبه معدومة إن لم تكن بالفعل معدومة ما يثير تساؤلات جمّة والكثير من علامات الاستفهام حول مسببات ودواعي وجود هذا التعامل والتفاعل.
لذا وجب على السودانيين بمختلف طوائفهم وقبائلهم التنبه لهذا الحال وإدراك أن أمنهم واستقرارهم لا يمكن له أن يتحقق إلا بتكاتفهم وتلاحمهم ووضع أيديهم في أيدي البعض وتجنب المراهنة على مواقف الدول الخارجية وأخص بالذكر الغربية منها التي أثبتت سياستها تجاه بلدهم أن من قمة الحماقة التعويل عليها والركون لها.