|

نَحنُ و حياتُنا الآن ..!

الكاتب : الحدث 2022-11-12 07:11:33

د/سلمان الغريبي
-------------------


كلامٌ وأيٌ من كلام جاء نقشاً في صميم الواقع الذي نعيشه و يحكي لنا بعضٌ من واقعنا الأليم بكل تفاصيله الذي يمر بنا في "حياتنا الآن" فهو وصف حقيقي يستحق القراءة منا والتمعن فيه من الجميع الكبير منا قبل الصغير فهو كلامٌ  يحكي الواقع ويصوره من جميع جوانبه اخذتُ مِنهُ وزدت عليه عسى الله أن ينفع به .. فحياتنا احبتي اصبحت في لمحة بصر وبسرعة فائقة لم نكُن نتوقعها حياة مُزدحمة بلا معنى و عُزلة اجتماعية وإنشغال بلا فائدة وهمجية اطفال وتوهان كبار وتقصير بحق القرابة وانعدام المواهب وندرة القرّاءة وتقليد أعمى لكل من هب ودب وقنوات تواصل غير منضبطة وبعض من مشاهير الفلس الذين يغوون المراهقين والمراهقات كذباً وتزويراً للحقائق و إسراف وتبذير وبذخ بالعيش وقلة عبادة وتقصير فيها وأهل لا يتحدثون مع أبنائهم الا نادراً وللضرورة القصوى وأبناء لا يطيقون الحديث مع أهليهم وتقبل النصح منهم وانفتاح مُفرط بلا مبرر ولا حسيب او رقيب من داخل الأسرة .. لم نتخيله بهذه السرعة و انعدام السيطرة الاخلاقية في امور كثيرة خارج نطاق الاسرة في الاسواق  الكافيهات والمطاعم مع أمنيات واهية كاذبة لا اصل لها من سفر وجهاز جديد وشنطة ماركة وقوام مثير في مجتمع كان بالأمس مُحافظاً وحذراً من امور كهذه .. كل ذلك وأكثر جاءتنا اكثرها من الأجهزة الذكية المتبلدة وجعلتنا نحن بشر أغبياء لا نفكر الا بها ... وبدايتها عندما يأتي الأب 
بجهاز لفلذة كبده الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره فتلك مصيبة عُظمى وهو يعي ما تحمله هذه الاجهزة من خراب ودمار للكبار قبل الصغار وعندما تكون فتاة في السادس ابتدائي 
وتملك جوال ولديها جميع برامج التواصل الاجتماعي
 فقد ضاعت ضياعاً مخزي لارجعة فيه الا من رحم ربي وانت يامن تعولها وولي امرها كنت من اجرم في حقها 
 فهي على اطلاع على كل ما تتخيله وما لا تتخيله من خراب ودمار لعقولهن ومبادئهن وقيمهن وإبعادهن عن دينهن وتعاليمه السمحة الصافية النقية
فاعلم يارعاك الله ويا رعاكِ الله اذا لم يملك طفلك او طفلتك جهاز فليسا محرومين 
 بل أنتما قد منحتاهما الحياة الصحيحة التي تحفظهما في حضوركما او غيابكما ...  فيا أيتها الأم : انشغالك عن أطفالك بجهازك سيأتي اليوم الذي تندمين على طفولتهم التي لم تستمتعي بها ولم تستمتعي باللعب معهم أو منحهم حنانك أو علمتيهم كيف يكونوا أشخاصاً مميزين صالحين بارين بكِ .. فهل سألتِ نفسك أختي الفاضلة يوماً ما هل طفلك يقرأ كتب؟! اوهل له موهبة غير ألعاب الفيديو ؟!
او هل أنتِ تتحدثين معه كثيرا وتسألينه عن حاله واحواله ؟!
 فللأسف انعدمت كثيراً هذه الصفات عند أمهات هذا الجيل ..!!  وتأكدوا احبتي ان ما سيتذكره أطفالنا منا
 غير أننا كنّا على الأجهزة ونصرخ فيهم وحياة فوضوية وقطيعة رحم حياتنا مأساوية بالرغم من النعم العظيمة
لم نستثمر الأجهزة الاستثمار الصحيح بحياتنا بل جعلناها نقمة وجحيم علينا وعلى من نعول .. فأكثر شبابنا وبناتنا أصبح أقصى طموحهم امتلاك جهاز فاخر وعدد أصحاب افتراضين .. فأكثر من سبعون بالمئة منهم أصحاب عن طريق برامج وهمية ولا نعرفهم أو لم نراهم البتة .. وتركنا من هم أحق بالصحبة كالوالدين والأخوة والارحام والجيران وأصدقاء الدراسة ومن علمونا .. فلنصحوا احبتي ونفيق من غيبوبتنا التي طالت لسنين وتفاقمت عواقبها لتصل الى أبنائنا وبناتنا ولنصلح ما يمكن إصلاحه ... ولا أقول ألغوا أجهزتكم مع أني أتمنى ان تكون هذه الأجهزة كابوسا وينتهي .. 
ولكن أرجعوا لحياتكم وأبنائكم وأسركم ولا تحرموا أنفسكم هذه النعم العظيمة وحددوا أوقاتا معينة لها واستثمروا حياتكم فيما ينفعكم وأرشِدوا أبنائكم وزوروا أحبابك وارحامكم وتواصلوا مع جيرانكم وألعبوا مع أطفالكم وناقشوهم وتابعوهم وحذروهم من مخاطر قد تلحق بكم وبهم الضرر وربوهم التربية الصالحة كي لا تندموا وتذهب حياتكم هباء منثورا وتخسروا انفسكم واهلكم وابنائكم وبناتكم وانتم لاتشعرون والله الهادي لسواء السبيل وهو من وراء القصد .