افهم التحرر
الكاتبة شفياء الاسمري / جدة
صار التحرر اليوم في مجتمعاتنا العربية مرتبطًا بالجسد أكثر من ارتباطه بالأفكار، تحررنا اليوم أصبح المذموم إلقاء الإنسان بقاع بئر الجهل ومنعه من تحقيق وظيفته في تعمير الكون بصفته خليفة الله في الأرض،نحن اليوم أمام مشكلة عصية تزعزع النفس لم نفكر في عواقبها، وتتمثل هذه المشكلة في الفهم الخاطئ لمسألة التحرر.
الكثير من الناس وبصفة خاصة النساء يفهمن التحرر على أنه ارتداء لما تريد وإن كان الملابس فاضحة جاذبة للانتباه، على أن خروج من بيتها متى أرادت والعودة إليه متى شاءت.. يفهمن على أنه شرب الخمر والتدخين وممارسة سلوكيات غير أخلاقية بظنها أن ذلك ضرب من التحرر. هي تحاول أن تتمرد بسبب ما ذاقته من ظلم كان في الماضي ،وتتمرد على العادات والتقاليد التي لطالما كانت حاجزًا لتنافس الرجال في التمتع بنفس الحريات ، اليوم أختلف الوضع أصبح لكِ كيانك الخاص ولكن لا تدمرين انوثتك بالتحرر الخاطئ،،'
"أنا حرّ " هي عبارة ذو حدين فإما أن نعيش الحرية بطريقة إيجابية وندرك كيف نستغل هذه الحرية ونتحرر من قيود معينة تعود بالفائدة على المجتمع، وإما أن نعيشها بطريقة سلبية لدرجة الفلتان والإساءة إلى المجتمع،
تحرر من ماضيك المؤلم:
فالخطوة الأولى الهامة هي أن تكفّ عن محاولة التظاهر بأن هذه الأحداث لم تؤثر بك، فلن تستطيع تجاوز الماضي دون أن تعترف به وتتقبله، فإذا حدث شيء يذكرك بذلك الحدث الأليم أو تسبب لك في ردة فعلٍ عاطفية قوية، فلتحاول بهدوء أن تعترف لنفسك أن هذا هو الحال ، وتتقبله ، لايمكن تغيير ماحدث، ولا يمكنك أيضاً إعادة النظر في الماضي، ولكن يمكنك تغيير الطريقة التي تنظر إليه بها والتعامل على ذلك الأساس من الآن فصاعداً، لأنك إن لم تفعل ذلك ،فستحمل نفسك المرهقة المزيد من الألم في كل علاقاتك وتجاربك المستقبلية،
فكل ما تبذله من جهد في هذه المرحلة هي أن تتقبل ماضيك، وتسامح من أخطأوا بحقك،واسمح لنفسك بتقبل إحساسك وشعورك نحو ماضيك مهما يكن ثم بعد ذلك ، اترك هذه المشاعر لترحل،
تحرر من المعتقدات السلبية على حياتك:
تأكد من صحة المعتقدات التى تعيش بها ،فالمعتقدات خاطئة التي تشكلت جراء ظروف معينة مر بها المرء، سوف تؤثر سلبياً عليه في مسيرة حياته حاول إعادة التأكد من صحة معتقداتك كونها لم تعد تمنحك الطاقة المحفزة للنجاح،اكسر أهم حاجز نحو التحرر من معتقداتك المعيقة لنجاحاتك،
ليس كسر لمعتقداتك الدينية الصحيحة التى تربطك بخالقك، فهذه راسخة مثل رسوخ الجبال،
تحرر من :
الثقافات المنغلقة والعادات والتقاليد المفسدة لك ولدينك ووطنك وعرفك، انتمي لوطنك وكيانه السياسي ومؤسساته الاقتصادية والاجتماعية وثقافية ،عش حياتك بحب وأمل وكن راضياً عن الله وبما تجري به عليك الأقدار.