|

تشويه وتحريف التراث. 

الكاتب : الحدث 2022-11-07 09:08:09

 

صدرت قريبًا مبادرة بيوت عسير الملونة وتم إضافة الصورة أعلاه المأخوذة من كتاب تيري موجية مهندس الحاسب الآلي الفرنسي الذي سنحت له الفرصة للعمل بالمملكة العربية السعودية عام 1980 الموافق 1400 هجريه ضمن فريق العمل الخاص بصواريخ الشاهين للدفاع الجوي وقد ذكر بكتابه ( عسير غير المكتشفة) في مقدمتة بقوله: أخبرني الأصدقاء المغتربون بعد وقت قصير من وصولي إلى المملكة بوجود شعب (بدائي)رصدته مروحية في أثناء رحلتها إلى أحد مراكز أبحاث التعدين عند سفح صدع محفوف بالمخاطر. (وهنا يقصد قرية الحبلة) 
وما لفت إنتباهي أن العنوان أعلاه أشار إلى أن الهدف كما ورد نصًا( بهدف إبراز التراث الثقافي العميق) _وهنا الخطأ !!!!!!    _  وأكاد أجزم بأن من صاغ هذه العبارة ليس على معرفة بالتراث الحقيقي أو العميق للمنطقة كما ورد! 
لم يكن من تراث المنطقة (العميق )أن تلون البيوت الطينية  من الخارج ولونها واحد وهو اللون الطيني وممكن أن يكون هناك اللون الأبيض محيط بالشبابيك من الجص أو خلافه هذا بالنسبة للبيوت الطينية سواء طعمت بالأحجار الركف أم لا ،والمداميك السفلى قد تلون باللون الأخضر من نباتات وأشجار المنطقة مثل البرسيم أو ما يسمى ب (الصهار).

أما البيوت الحجرية فلونها من حجر المنطقة المحيطة وممكن للمقتدر ماديًا في حينه أن يطعم البيت بالمرو الأبيض وهذا في الحجاز من منطقة عسير ولفظ الحجاز يطلق على المناطق الجبلية .

 وما رصده الكاتب من تلوين البيوت الخارجية هو من التجديد الحديث عمل في بعض المنازل المحدودة من قرى جنوب منطقة عسير وهذه حالة شاذة وليست من التراث للمنطقة. 

أما الداخل فكانت تلون البيوت بما يسمى بالقط في بعض المحافظات وفي رجال ألمع وضواحيها تسمى الكتبة وهناك من يسميها بالخطوط .

*وهذا هو التراث الذي يجب أن نحافظ عليه *

علمًا أن القط يختلف في الوانه فعلى سبيل المثال في بلاد عسير يميل للألوان الفاتحة وفي بلاد رفيدة قحطان وماجاورها يميل للألوان الغامقة وهذا يعتمد على الأشجار والبيئة التى تؤخذ منها المواد  قبل أن تستخدم البويات المصنعة منذ قرابة 60 عام. 

وحيث أن جولة الفرنسي تيري موجيه هي بالعصر الحديث بعد عام 1400 هجري فهذا لا يعتبر تراث للمنطقة وإنما ما أشار له من تلوين البيوت الخارجي هو من التجديد الحديث بعد وجود الألوان المصنعة (الدهانات ) ومن وجهة نظري كمهتم بالتراث والثقافة أن هذا التجديد أساء إلى هوية المنطقة التراثية في بناء المنازل وأشير إليه من الكاتب جهلًا بالتراث ونقلًا لما شاهده في حينه .

وحيث أن تراثنا جميل بدون تغيير في هويته أو إضافات عليه كهذا التلوين الذي أرى أنه تشوه بصري وتغيير غير موفق لإراث المنطقة الأصيل وأرجوا من جميع المسؤولين العمل على المحافظة على التراث الأصيل بدون زيادة أوإضافات تغيّر وتحرف في هذا التراث الجميل الإصيل .

وفق الله الجميع 


محمد بن سعيد أبوهتله
رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة أحد رفيدة