التحدي : من سينتصر ؟
أين أنت ؟ أيها المختلف
أزعجتني عقارب الساعة.. الدقائق تتحدث بصوت مُخيف : استعدي لجولة جديدة من الصراع مع الحياة.. ولنرى من سينتصر !
استعدي للحرمان ، وتذوق طعم الألم.. جهزي جميع النكهات لتتذوقي حلو الحياة .
ولكن !
لن تستطعمي غير المرارة !
"نعم هو "
أتى إليها بسحر فتاك ، خرق معالم قلبها.. اخترق روتين حياتها.. بحث عن الأسود الذي يوجد بهِ ولوّنه.. استطاع أن يجعلها تحلق في السماء بصورةٍ خرافيةٍ ، وتهمس بأنواع الحب والمشاعر.. أصاب صميم قلبها.. ربط شريانها بوريدها .
أرخى صمام المنع الدائم عندها.. أبدلت " لا" بـ "نعم".. تم إنعاش حياة مشاعرها التي كادت تنطفئ ، وهدم شخصيتها القديمة ورسم لها عالماً نرجسياً كي تحب نفسها وتحب شخصيتها.. جعلها تتعامل مع أزمات الحياة كأنها أوتار موسيقية هادئة.. فعندما تتحدث بتوتر ينصت لها ، ويستمع لبوحها إلى أن تهدأ ، ويكمل لها تمهيد طريقها الجديد للنرجسية.. فهو من يلمّع ما يحطّمه الزمان ، وهو من ينير الطريق الذي يُظلِمه المجتمع.. يوقد لها أصابعه نوراً ويقول لها التمسي أي طريق تريدينها وسأنيرها لك.. فهو بمثابة جرعة منظمة لحياتها.. فكانت في أتم استعداد لتخطو خطوتها الأولى.. وتم ارتداء مايليق بها فكانت ممتنة لنفسها كثيراً ، وراضية أتم الرضى بوجوده في حياتها.. وبعد ذلك تسلل بكل هدوء ليخرج من حياتها لكي ينتصر بهزيمتها.. وثبت سؤال يتردد في كل ثانية:
أين أنت أيها المختلف ؟ نعم أسميته المختلف.. رغم مد وجزر البحر إلا أنه يستطيع أن يخرجها من قاع البحر.. ولكن الدوام لله فقط.. فكأنها شمعة تم إشعالها وانطفأت من مرارة هروبه.. فهو يمتلك قدرة عجيبة وما حيلتها إلا الدعاء .
أفراح سلطان