( ضربة من ضربات القدر )
وريح السؤال التي تهب لا ترحم كنه الأجوبة !
إنها لحظات الحياة الخاطفة التي تأتي بغتة دون سابق إنذار ، تصل إلى عمق الروح وتعبث بجذور الوشائج
لتفتح باب الأسئلة ، فجأة تزعزع يد الموت مسار أيامنا حيثما كانت تصدمنا بالألم وتتكاثف في مخيلتنا تلك الأسئلة التي نتهرب من إجابتها لأنها تحمل حقيقتنا ، حقيقة وجودنا البشري الذي كان تعبيرنا المبدئي عنه بصرخة !!
إنه لمن دواعي العجب أن تدب فينا الحياة وتكون أول وسيلة للتعبير عنها بصرخة ، وكأن لسان الحال يقول أننا نتعلم الألم قبل الكلمات لذلك تولد كلماتنا من رحم المعاناة ..
إن اختلاج المشاعر أصعب ما يشعر به الإنسان وأن يعيش دور المتماسك الصلب وفي داخله بركان لا يهدأ
تحرضه ريح الحنين إلى أشياء لن تعود أبدًا وليس في مقدرونا أن نصل إليها في الوقت الذي نتلقى فيها ضربة من ضربات القدر الموجعة !!
يعود شريط الذكريات كحلمٍ غريب نكاد أن نُكذب الحدث ولكن كل ما يحيط بنا يدل على حقيقته ، نحاول أن نتجاهل السؤال ولكن مرارة الواقع تضعنا أمام الجواب الذي لا يقبل الاحتمالات ولا يؤخذ على محمل التأويل حتى تخف وطأته على نفوسنا ..
يأتي الموت صارمًا مهما كانت ردة فعلنا وتحت أي ظرف من الظروف ، نحاول أن نستكن بالرجاء وباليقين أن رحمة الله واسعة وأن هذه الدنيا التي نشعر بالأسى على أحداثها مؤقتة مهما كان الذي نمر به ومهما كان الشعور الذي يجتاحنا ولعل الوقت يداوي هذه الجراح التي تثور تحت تأثير سطوة الفقد ، ورغم الأمل إلا أن تلك الجراح ستظل مفتوحة للأبد ينهشها ويستفزها البكاء ، ومن هنا يهزمنا الشعور ويولد من خلاله ألف معنى ومعنى لا يعرف الانتظار حتى تهدأ النفس ولا يعرف الغد المجهول حتى يستقر الجواب .
بقلم : رهام مدخلي
@Raeham90md