حَسرةٌ وضياع بين الخُلع والطلاق ..!
د/ سلمان الغريبي
ظاهرة خطيرة بدأت تلوح طلائعها في الأفق وهي ارتفاع نسبة الطلاق بمعدل حالة طلاق كل عشرة دقائق وهي نسبة عالية جداً ولا تُبشر بخير ...! فأين الذين كانوا ينادون بحرية المرأة عن مايجري وعمل دراسات للتصدي لهذه الظاهرة ..؟! أم أن هذه الظاهرة لاتعني لهم شيء وليست من ضمن إهتماماتهم ..! إذن تخيلوا المجتمع بعد عدة سنين ..!! ستجد مُجتمع لا محالة نصفه مطلقات ومشاكله لاتطاق ولأسباب تافهة لاتستدعي كلمة(انتِ طالق) (وأنتَ مخلوع) ...!
نعم إنها ظاهرة وظاهرةٌ خطيرةٌ تحتاج لدراسة مُستفيضة لإنتشارها وبصورة سريعة ومُقلقة داخل المجتمع وبأرقام مهولة و مخيفة بين الواقع والتهويل في عددها الذي تجاوز كل التوقعات وبكثير وعلى مدار كل عشرة دقائق حالة طلاق أو خلع تحدث وتندرج أسباب كثيرة وكثيرة تحت هذه الظاهرة وإن كان أهمها عدم الإمتثال للتعاليم والتوجيهات الدينية والتمسك بها والخروج عليها من قبل كلا الزوجين أو أحدهما وإفساد هذه العلاقة الزوجية بينهما وعدم الإبتعاد عن كل مايؤثر عليها من سلبيات الحياة ومُغرياتها الزائلة لا محالة والتي تؤدي للفرقة والقطيعة بينهما كطلبات لا إحتياج لها والنقاش الحاد مع علو الصوت والشتم بألفاظ لاتليق والخصام المستمر والإهمال واللامبالاة وعدم الإهتمام ويكون الزوج في وادٍ والزوجة في وادٍ آخر والأبناء تائهون بين هذا وذاك ... كما أن العنف في التعامل يلعب دوراً مُهماً في إفساد هذه العلاقة مع تدخل الأهل والأقارب في كل صغيرة وكبيرة وواردة وشاردة بصورة عشوائية غير منظمة وبلا إتزان وحكمة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر للتقارب بين الزوجين ... كما أن لإختلاف الطباع والتقاليد والعادات أدوار مهمة في مثل هذا المواضيع في إصلاحه أو إفساده مع عدم التكيُف مع ظروف الحياة اليومية التي يعيشونها والأحوال المادية التي يعانون منها مما يؤدي للخلاف ثم الخصام فخلعٌ أو طلاق ...! ثم نتطرق للأهم والدخيل الجديد علينا السوسة التي نخرت في قلب المجتمع واهلكته وانهكته وهم بعض مشاهير ومشهورات الفلس في بعض قنوات التواصل الإجتماعي الذين يصطادون في الماء العكر فيكذبون ويدلسون ويصورون مواضيع واهمة واهية كاذبة لاتمت لمجتمعنا بصلة لا من قريب أو من بعيد ويجعلون الزوجين والمتابعين لهم يتوهمون في أمور كاذبة لا أساس لها في الواقع مما يؤثر سلباً على حياتهما الزوجية فيحدث الخصام فالخلع والطلاق والغرض من كل هذا ضياع الأسرة وخراب المجتمع ... ثم لانُغفل الحركة النسوية التي تُحرض الزوجة على الخروج على زوجها وتبنت كثير من هذا التحريض تحت غطاء الحرية الكاذبة الواهية الوهمية وإخراجها من الحياة الهنية والسكينة والهدوء والإطمئنان للخراب والدمار وسوء الاخلاق لأغراض خبيثة في نفوسهن تنفيذاً لأجنداتٍ خارجية تدعو لذلك لغرض زعزعة أمننا وخراب ديارنا ... كما أن للحركة النسوية أكثر من مصدر ينشرون من خلاله مبدأ الاستقلال المادي و الاجتماعي والمادي ويعتمد على كون الزوجة الموظفة ليست في حاجة رجل ينفق عليها بل على العكس إذا طلقها ستضمن دخلاً ثابتاً لابنائها و سكناً مُستقلاً مدفوع الأجر .. والاستقلال عندهم اجتماعياً انها لن تكون تحت حكم زوج و لا أهل و تعيش كما يحلو لها خروج و سهرات و سفر مع من تريد و متى ما تريد ..؟! وهذا والله قمة الخراب والدمار لها ولأبناءها وبناتها ثم تندم يوم لا ينفع الندم وتعض على اصابعها من شدة القهر على ما اقترفت يداها وتقول بحسرةٍ متأخرةٍ "ياليت إللي حصل ما كان" .. فلنحرص إخواني وأخواتي واحبتي من مثل هذه الخُزعبلات والأكاذيب التي تُهدد أمننا واستقرارنا ومجتمعنا وأبنائنا وبناتنا ولنغرس في نفوسهم الإيمان والتمشي بتعاليم ديننا الحنيف ليستقر مجتمعنا وتسوده روح المحبة والمودة والوئام ونحصنهم بالدين والأدب وحُسن الخُلق وننصحهم عن مغبة خطر الطلاق والخلع وما يوصل إليها من طرق ملتوية ظاهرها الصلاح وباطنها خراب وفساد ودمار ... فاللهم إفتح على أبناءنا وبناتنا فتوح العارفين وابعد عنهم دسائس الشياطين من الإنس والجان وعلمهم ما جهلوا وذكرهم إذا نسوا وحسن أخلاقهم وأملأ قلوبهم نوراً وحكمةً وضياء واكفهم بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن وحصنهم بحصنك المتين واجمع المتزوجين منهم في خيرٍ وعلى خير ولا تجعل للشيطان وللطلاق والخُلع مكاناً بينهم واسعدهم وأرح بالهم ووفقهم لكل خير إنك ولي ذلك والقادر عليه .