|

تأثير الترابط الاسري على الفرد والمجتمع 

الكاتب : الحدث 2022-10-11 01:55:41

بقلم : حافظه الجوف 

الترابط الأسري للأسف قيمة باتت مفقودة في كثير من مجتمعاتنا العربية، بعد أن كانت تلك المجتمعات مضرب المثل في هذه القيمة الرائعة. ولعلَّ من أخطر الظواهر والمشكلات التي نراها، المتغيرات في الأمة و ما يتعلَّق بالأوضاع الاجتماعية، وما جد عليها من مظاهر سلبية، توشك  أن تعصف بالكيان الأسري، وتهدِّد التماسكَ الاجتماعي، 

التربية في المنزل هي أساس إرساء وغرس قيمة الترابط الأسري، الذي لا يقتصر مفهوم الأسرة فيه على الأفراد المُرتبطين بالدم فالأسرة هي مجموعة أشخاص مُتقاربين بكلّ شيء، وهيكل الأسرة هو العنصر الأكثر حيوية في المُجتمع والأهم للصحة العقلية للأطفال، فعندما يكبر الأطفال يضعون الأسرة على مستوى عالٍ من الأولوية ويميلون إلى أن يكونوا أكثر رعاية وتعاطفًا في المستقبل، فالترابط العائلي ليس مجرد كلمة، بل هو تشارك الوقت ومُناقشة القضايا والاهتمامات والأهداف بين الأفراد، 

وتقوم الأسرة المترابطة على بناء الثقة في نفس كل فرد من أفراد هذه الأسرة، استنادًا إلى مجموعة من الأساسات التي تتمثل في:أن يلتزم كل من الأم والأب بكافة واجباتهما تجاه الأسرة .تحكيم العقل واتباع الطرق الصحيحة والعادلة في حل أي خلافات داخل الاسرة .

التكاتف في وجه ما تتعرض له الأسرة من ظروف أو  مشاكل. أن يسود الود والرحمة داخل الأسرة وتكون هي الأساس الذي تقوم عليه .تفعيل دور جميع الأفراد في أعمال الأسرة.

تبرز أهمية الترابط الأسري في حماية أفراد المجتمع من الوقوع فريسة للأمراض النفسية وبالتالي مرض المجتمع بأكمله. وعلى هذا الأساس تظهر أهمية كشف العلاقة بين الترابط الأسري والاستقرار النفسي للأبناء، حيث 
تتمثل أهمية الترابط الأسري في تأثيرها على المجتمع بأنها تؤسس لوجود أفراد فاعلين، مما يعمل على زيادة إنتاجيتهم ، و إنشاء أفراد ذو مستويات عالية من الثقة بالنفس والتي اكتسبوها من تأثير الأسرة على صحتهم النفسية والتي تميزت بسلامتها ومناعتها ضد ما يواجهها من مشاكل، الترابط الأسري يؤسس لإنشاء مجتمع تسوده أجواء المحبة والطمأنينة والسلام، نتيجة القيم التي غرسها هذا الترابط، والتي ستؤدي إلى نهضة المجتمع وتقدمه، و خلق أفراد واعيين ومدركين لأسس التعامل السليم بينهم، وبين الآخرين في كل مجتمع يتواجدون فيه.