حياة مطمئنة
منال الغلث
المرور الصعب الذي مررت به في الحياة أظن بل أجزم بأنه سبب ما أنا عليه الآن ،اكتشفت بعد سن الأربعين بأني لم أكن كما كنت في مراحلي السابقة، عندما تعيش طفولة أنت تتحمل مسؤوليتها و أنتِ التي تقومين بتعليمها وتثقيفها وصقل شخصيتها من التجارب في عمر مبكر ، بعمر الذين من أقرانك كانت تحيط بهم رعاية جسدية ونفسية وتعليمية في ظل أسرة مكتملة
ربما أنا ممتنة لصنعي الباكر ولكن تأثيره كان صعباً لا يحتمله طفل في هذه المرحلة .
أنا أعلم أن لكل شخص حياة تختلف عن الآخر ولا كل التجارب مؤلمة لكنني
راضية بهذه القدر لولاه لما كنت عليه الآن إنسانة قوية مليئة بالتجارب والخبرات التي تمكنني ع حل وتقبل كل ما يحدث في المستقبل بل إنها جعلتني أستطيع أن استنتج ما هو قادم .
أيضا جعلتني أمرأة يغطيها الهدوء والطمأنينة ، سيخطر في بال القارئ أن التجارب الصعبة لا تصنع إلا إنساناً محطمًا ممتلئاً بفجوات العقد النفسية
وإنه لا يمكن أن يسير بشكل الطبيعي .
نعم يوجد آثار لجروح ما لم تقم بمعالجتها والعمل على تقبلها كأي تجربة تجعلك مثل المرض بعد الإصابة بكسب المناعة وعدم التأثر بها في المستقبل .
وعندما تمر بمرحلة الشفاء سيطغى ع شخصيتك الهدوء والطمأنينة ستتقبل كل ما يعصف بك بكل قوة وثبات سيصعب إصابتك مرة أخرى سترى من حولك العالم في تخبطات التجارب وأنت مطمئناً في حياة مطمئنة .