لا تبتعد فتمرض..!
بقلم - حنان محمد الثويني
خلق الله الإنسان كائنٌ مُتحرك مُتنقل ،مُكافح،يُكابد مشاق الحياة
فعرف الأسلاف ذلك
حرثوا الأرض وزرعوا البساتين وجنوا الثمار،ونحتوا الكهوف ونصبوا الخيام ، وأقاموا البيوت والقلاع
وربوا المواشي ورعوها وأدركوا كيف يستخلصون منها الفائدة
والغذاء والغِطاء والمعاطِف..
كُل ذلك منذُ عصور ..!
عاش الرجل والمرأة والطفل والحيوان في بيئةٍ واحده
إذ كانت بعض الحضائر داخل الأفنيةُ مسكنها ، الدجاج والماعز والأبقار والأرانب والقطط و و و و
وكُلٌ يُبادل الآخر منفعته
وكانت هذه الحياة هي الحياة الأجمل التي تمتع فيها الإنسان بقوامه الرشيق وصحته الحديدية
لايشتكي مايكروب ولا جرثومة ولا ضغط ولا كولوسترول ولا سُكّر ولا ولا ولا ولا….
لأنه في كل مايكروب وجرثومة تتسلل إلى داخله تُكسِبه مناعةً مع الوقت فلا يتأثر بسهوله كما يتأثر إنسان هذا الزمن
لكن الإنسان تمرد على بيئته واختار أن يأكُل كثيراً ويجلس طويلاً ويتهرب من أعماله الشاقه
ويبتعد عن أصدقاءه الذي يمدونه بالمنفعه
(الحيوانات والدواجن)
ويترُك هواياته وأعماله التي تُحفز دورته الدمويه والإنزيمية السعيده
الصيد ، الجري تسلق الجبال السباحه،السباق
جني الثمار،حراثة الأرض ، حلب المواشي و و و
فأصبحت حركته ثقيله وروحه مُتعبه ،وقِواه مهدودةٌ وخائره
تيبست مفاصله وعظامه وأعصابه
وانتفخت أمعاءه وتقرحت معدته
وبأي ريح وغُبار وموجة بردٍ
يمرض..!
الإنسان الحديث
عاجز
وشاكي
ومُتألم
ويطرق أبواب العيادات الطبية كثيراً
- كُل ماكانت البيئة نظيفة جداً ومُريحه وخاليةٌ من الحيوانات
كلما مرض الإنسان !!!
صار الإيقاع الحياتي الجديد للإنسان فُرصةً لأطباء الماده
إذ كُلما شعروا بحب الإنسان لتربية المواشي والطيور
زرعوا فيه الخوف ، وحرضوه على الإبتعاد عنها وهجرها ، لإنه
بالإقتراب منها ترتفع مناعته وتضعُف حِدة أمراضه
فلا يحتاج بعدها إلى إية عقاقير
وأمصال وأدويه ، فالطبيعة تكفيه
لاخير إلا في الوسط ، أحِبوا البيئة
بمخاطرها حتى تتذلل عقباتها
وتحركوا تتعافوا .