|

عروض اليوم الوطني بين الحقيقة و التضليل. 

الكاتب : الحدث 2022-09-15 04:14:44

بقلم ـ حافظه بنت خالد الجوف 

يستذكر السعوديون يومًا مجيدًا أضحى فيه الإنسان السعودي شامخًا يعتز بدينه ووطنيته تحت ظل حكومة  جعلت أول أهدافها تطويره وتمكينه ليرتقي بين شعوب العالم بكل فخر وعزة، حاملاً لقب "المواطن السعودي".
ويستحضرون هذه المناسبة وهم يعيشون اليوم واقعًا جديداً حافلاً بالمشروعات التنموية الضخمة التي تقف شاهدًا على تقدم ورقي المملكة.

بطبيعة الحال يعيش جميع أفراد الوطن المناسبة وجميع شركات القطاع الخاص والمؤسسات تعد العدة قبل شهور لهذه المناسبة لتستقبل هذا اليوم بمشاركتها حيث تنهال العروض الترويجية والخصومات على معظم الخدمات والسلع الاستهلاكية من اصغرها إلى أكبرها ، وفي الحقيقة.. الغالبية منها يستغلون هذا اليوم وفرحة المواطن  لزيادة ربحهم واستهداف الجيوب ، عوضاً عن مشاركته فرحته بوطنه.عروض تنهال كالسيل تتلاطم بنا كالأمواج لاتعرف حقيقة مصداقيتها من الخداع والاستغلال .

ومن المؤلم عندما تسمع أو ترى بعض العبارات التي تحفز التجار أو ملاك الشركات أو من لديهم منتج تسويقي وهم يتحدثون أن اليوم الوطني فرصة ذهبية ومميزة لعرض منتجاتك لإبرازها. أو يمكنك استغلال اليوم الوطني  في عرض منتجاتك وخلق جو إبداعي ومميز حول الخدمات التي تقدمها.والكثير الكثير من العبارات التي شجعت البعض من التجار وليس الجميع ونقول البعض كي لا نتهم بإننا نظلم الجميع .

قد يكون الهدف من هذا العرض هو أن تبقى اسماؤهم معروفه بسبب قلة او ضعف مشاركتهم في هذا اليوم ، على سبيل المثال و في كل عام تحديدًا في هذا التوقيت من السنة يقوم العديد من شركات الطيران بإطلاق تخفيضات مذهلة علي تذاكر السفر…والمتابع لتلك العروض المشروطة والمحددة بوقت يلحظ التاريخ ،يمكنك السفر  بتاريخ ٢٣ سبتمبر الي ٢٥ سبتمبر ، ونعلم أن هذه الشركات الاستثمارية الكبرى والتي عرضها ليوم أو يومين  لا يضر أرباحها استمرار العرض إلى أسبوع أو أسبوعين . 

 حقيقة الأمر ليس المشاركة الفعلية في هذا اليوم ورد الجميل لهذا الوطن العظيم  ، بل صدى هذا العرض التسويقي ليبقى اسمها معروف وله صدى وهمي يوهمون أنفسهم فيه ويضللون المواطن بهذه العروض ، وهذا نموذج بسيط من كثير بعض من الشركات الكبرى ، وعندما نتحدث عن صغار التجار وأصحاب المنشآت الصغيرة گ محال الحلويات أو المقاهي أو مطاعم الوجبات السريعة  وعروضهم المضحكه المستفزة التي فيها الكثير من السخرية عندما يتم الإعلان عن كوب قهوة مجاني لمن يبلغ من العمر كذا وكذا ويتم طلب الهوية لاثبات ذلك، أو اثنين شاورما مجان لمن يحضر اولاً وغيرها الكثير ليتحقق لهم الشهره عن طريق المشاركة المخجلة ليوم عظيم في تاريخ بلد عظيم. أي وطنية التي تستغل بهذا الشكل المقزز.   

ونلاحظ أن وسائل التواصل الاجتماعي استغلت كقوة جبارة ، استغلها أصحاب هذه المحلات والمتاجر للوصول  لأكبر عدد من العملاء المستهدفين في وقت قياسي، لذلك حرصوا على القيام بحملات إعلانية على وسائل التواصل الاجتماعي لأنها قادرة على الانتشار في وقت قصير وعلى نطاق واسع.

لانحتاج إلى عروض وهمية تستنزف جيوب الكثير ولا إلى إعلانات المشاهير التي استحلت أدمغة البسطاء  كل مانحتاجه هو ثقافة عامة ووعي مواطن،اليوم الوطني ذكرى يجب أن نفهم معانيها ونكرس الجهود لكي نرتقي بثقافتنا ، كل ما نحتاجة هو أن نقضي على فوضى ما يسمى "بعروض اليوم الوطني ".