|

الكلمة الطيبة في الزمن الصعب ..!

الكاتب : الحدث 2022-09-11 10:28:47

د. سلمان الغريبي 

للكلمة الطيبة وقع كبير وعظيم في حياتنا ولمن قيلت له فهي صدقة إن أردنا أن نتصدق وجبر للخواطر وإسعادٌ لغيرنا إن أردنا بها راحة البال ورضى الرحمن دون مَنّ منا أو رياء ... وكما قال لقمان الحكيم "إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها"فهي كريح طيبه تهب علينا عندما نكون بأمس الحاجة لاستنشاق هواء صافي ونقي وهي كالغيث الذي يهب فجأه ليروي ظمأنا وأرضنا من بعد إرهاق وتعب ... وهي كالنسيم الذي يُحرك اشجار الورود والأزهار فنراها تتمايل يميناً ويساراً ورائحتها تفوح وتملئ المكان ... وهي التي تفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر و تسر أسماعنا وتؤلف ما بين قلوبنا .. وهي التي تحدث أثرًا طيباً في نفوسنا و تثمر عملاً صالحاً لآخرتنا وتترك خلفنا سمعة طيبة ودعاء لمن كنا نُلاطفهم ونجاملهم كي لانخسرهم ونجبر خواطرهم ...
فهي مفتاح القلوب وشفاءٌ للنفوس من كل هم أو كرب أو حزن يعتريها يقول الله عز وجل في سورة ابراهيم : (أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ¤تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ¤وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ) وفي سورة الحج قوله تعالى : (وَهُدُوٓاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ وَهُدُوٓاْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡحَمِيدِ ) صدق الله العظيم ...
فكم هذه الكلمة الطيبة جبرت خواطر وخرجت أجيال ورجال صادقين مخلصين أوفياء أكفاء تنبعث من نفوسهم مشاعر نبيلة تدل على ما صنعته هذه الكلمة الطيبة فيهم وانغرست في أعماقهم ...
نعم ... فنحنُ هذه الأيام أحوج  من أي وقتٍ مضى لهذه الكلمة الطيبة في النصح والإرشاد والصلاح والإصلاح .
ففي هذا الزمن وبالأخص لابد أن نغير من لهجتنا وننقي كلماتنا ونعود بكل صدق وأمانة لربنا ونبتهل له بالدعاء .
فكم وكم من كلمة طيبة كان وقعها على الكثير منا كالمطر في أي ارضٍ وقع نفع .
وكم من كلمة خرجت دون أن نحسب حسابها فكانت كالنار في الهشيم ففرقت أسر و أوصلت قائلها أو من قيلت له للتصارع والقتل والسجن ... وكم من كلمة خبيثة مزقت بين القلوب ودمرتها وفرقت بين الصفوف واشغلتها وزرعت الأحقاد والضغائن في النفوس وخربت كثيرًا من البيوت...؟! فمن ألجم لسانه بلجام الإيمان وعطّره بطيب الأقوال قاده الرحمن إلى الرضوان وأعالي الجنان ورحمه وغفر له ، 
ومن لطَّخَ لسانه بقبح الكلام من زور وفُحش وكَذِب وبهتان هوى به الشيطان إلى دركات النار ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟!) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه .

فاللهم ياسامع النداء .. يامجيب الدعاء .. يا من لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء طيب أقوالنا وأفعالنا وسرائرنا واجعلنا ممن طاب قوله وحسن فعله وكان سبباً في اسعاد غيره وآتي نفوسنا يا الله تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها .