رفقاً بالقوارير
أعتنى الإسلام بالمرأة عِناية جداً كبيرة ووضعها في منزلةٍ عظيمة لم تُقارن بها منزلة عندما حث من خلال الكتاب والسنة على القيام بحقوق المرأة في تفاصيل واضحة وبيّن أن هذا النظام كان من لدن خبيرٍ حكيم -
ومن هذا الباب وصف النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير عندما قال (رفقاً بالقوارير ).
تلك الكلمة التي أمتلكت الجمال من حيثُ المعنى ومن جهة التشبيه لأن هُناك سِرٌ بالمرأة يتقلب ويتنوع من معنى إلى آخر .
الزُجاج بطبيعته سهل الإنكسار ولكن من الصعب إعادته كما كان فهذه هي المرأة فقد تُكسر بكلمة جارحة أو موقف يُؤلمها أو كذبة عاشت على أملها بحياتها .
وهذا يتعلق بالرجل الذي لديه الإستطاعة في كسرِها أو بالمحافظة عليها حتى من أصغر وأدق الخدوش .
فهو من يمكن أن يقوم بتلف وتدمير معالم الأنوثة فيها ولا يشعر بالقيمة الجمالية التي وهبها الله سبحانه وتعالى لها .
المرأة رقيقة .لينة.حنونة .تملُك عاطفة الكون عندما تُراعى وتشعر أنها بمكانها الصحيح .
هِنا على الرجل مهما كانت مكانته الزوجيه أو الأخوية أو الأبوية أن يقوم بمقارنة هذه الصورة التي رسمها الإعجاز النبوي في الرفق بالقوارير. وبيّن الأشياء التي رسموها الناس في طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في الزواج .
فكيف لرجل أهدته زوجته قلبها وكيانها ولم يُحافظ عليه من أقل شيء ؟.
وكيف أمكنه أن يؤذيها ويُشوّه جمالها وجعلِها في دوامة الأسى والحزن ؟.
وُجِدت عدة تساؤلات هل كل النساء قوارير ؟
فكانت الإجابة بنعم .لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بمعاملة جميع النساء برفق .وأنه لا يوجد فرق بين أي إمرأة وأُخرى لا في الشكل ولا في الطبع فأنطبق عليهن هذا الحديث .
كذلك رأى الإمام الفارسي في معجم (مقاييس اللغة)أن :
(الحروف .الراء-والفاء-والقاف-هُما لأصلٍ واحد وهو الذي من الممكن أن يدل على الموافقة من دون أي عنف .فحينما تنطق بكلمة الرفق تشعر بروعة الإعجاز النبوي في تلك المفردة )-
وقد حقق النبي صلى الله عليه وسلم هذا المطلب في كل حياته عندما ظل يُوصي على المرأة الي آخر أيامه .وذلك عندما وقف في حجة الوداع في أكبر وأعظم تجمع مليء بالإيمان.
خطب وعرض ركائز الدين وأهم قضايا الإسلام وكانت من تلك الوصايا الهامة وصيته بالنساء والإعتناء بهن عندما قال (أتقوا الله في النساء .فإنكم أخذتموهن بأمان الله ).
والحمدلله المرأة الآن تعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي حظيت فيه المرأة بإهتمام كبير وتبوأت مكاناً يليقُ بها وفق تعاليم الشريعة -
لأنها نصف المجتمع .وجُعِل لها مكانة عظيمة في المجتمع بدايةً من الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله حيث قال :(كل فرد من شعبي جندي وشرطي وأنا أسير وإياهم كفرد واحد .لا أُفضل نفسي عليهم ولا أتبع في حكمهم غير ماهو صالح لهم ).
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز :(أن المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع فمن غير نساء ممكنات يصعب بناء المجتمعات )لأنهن مربيات الأجيال وقد أُثبت عبر التاريخ دورهن الفعال في قيادة التغير ووضع القرار -
ويا لجمال هذه العبارة عندما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز : (أنا أدعم السعودية ونصف السعودية من النساء .لذا أدعم النساء )
بقلم الكاتبة ـ فاطمة الغربي
@Fak454545