في سنة 1999م أُنتج الفلم الكوميدي من إخراج نادر جلال وكَتبَه محمد صلاح الزهار وبطولة كل من الفنان عادل إمام وكمال الشناوي ، وفاء عامر ، عايده عبدالعزيز ، أسامه عباس ، الفت إمام ، منال عفيفي ، تدور أحداث الفلم حول الشخصية الأساسية (محروس) للفنان عادل إمام ، الجندي البسيط في سلك الشرطة المصرية والذي يمر بأحداث صعبة لا تخلو من المواقف الكوميدية في العمل وتبدأ من محاولته إكمال شهادته الابتدائية سنويًا لكي يحصل على رتبته العسكرية ، وينجح أخيرًا بمساعدة ابنه بعد عدة محاولات معظمها كانت غير موفقة حتى حصل في نهاية المطاف على الابتدائية بمعدل منخفض ، ثم تنتقل الأحداث في  الفلم إلى التصاعد تدريجيًا بعد تعيين المهندس (مذكور أبو المجد) للفنان كمال الشناوي ابن قرية محروس مطاوع ، من هنا كان المنعطف لتغيير حياة محروس حيث بدأت التوصيات بين والد محروس ووالد الوزير في نقلة نوعية غير متوقعة في تعيين محروس ضمن الحرس الشخصي للوزير (بشهادة ابتدائية والواسطة) ولا ننسى أيضًا الدعم المتواصل من أبناء المنطقة له ، فيتغلغل محروس في حياة الوزير ويتسلط على الجميع بل تعدى ذلك بكثير إلى حد الدخول في حياة الوزير الشخصية  وفي أمور بيته ويُصِّدر القرارات ويأمر الجميع ويتدخل فيما لا يعنيه ، فقرر محروس الزواج من  خادمة الوزير (هيام) الفنانة وفاء عامر بالسر واستطاع معرفة أسرار الوزير وحياته العائلية وأيضًا زواج الوزير من الشابة (ماهيتاب) وكان الواد محروس هو السبب في كشف هذا الزواج إلى زوجة الوزير الأولى فقرر الوزير طرد محروس من عمله فقرر الثاني إذاعة خبر زواج الوزير من عشيقته في كل وسائل الإعلام وفي القرية أيضًا.
 
اختار محروس أن يخوض التجربة السياسية بعد أن أيقن من خلال تجربته مع الوزير بالقدرة في تحشيد العامة من الناس حوله وكسب الأصوات في الحملة الانتخابية من خلال مساعدة الناس ، وبما أن (محروس) يعرف أسرار الوزير وفساده قرر استغلال ذلك بفضح بعض القضايا في مجلس الشعب وكسب جمهورية أكبر وأصبح أيقونة محاربة الفساد وبطل شعبي ، فانهالت عليه قضايا فساد لبعض الوزراء وازدادت شعبيته أكثر فأكثر فتوسعت دائرة العداء لمحروس وأصبح الهدف للوزراء في البحث عن فضائح لمحروس للإيقاع به عن طريق ( ماهيتاب ) زوجة الوزير السابق فعلم محروس بالمكيدة فقرر هو أن يتزوج ماهيتاب فتنتهي الأحداث في زواج محروس من ثلاث نساء كانت لهم علاقة سابقة من سياسيين لضمان عدم تسرب الأسرار في حياة محروس (صاحب عدوك) مع العلم أن محروس ليس له صديق مقرب ( صاحبه الانتيم ) . 
 
هذه القصة الجميلة هي من واقع حقيقي نراه بشكل يومي في تنصيب الإمعة والوصولي والجاهل على شؤون الناس فيأمر وينهى ويتكبر ويتدخل في ما لا يعنيه ويهين أصحاب الوقار والتاريخ من منطلق سلطته ونفاذه الموكل له في غير محله واطلاعه على أسرار الآخرين بغير وجه حق واستغلال تلك في مقاصده ومصالحه الشخصية بخبث ودهاء ، فيتذمر الناس من قراراته العشوائية التي تخدم رغباته وتحول دون أخذ أصحاب الحقوق حقوقهم ويأتي ذلك في مشهد الزواج من مطلقات الوزراء للوصول إلى أسرارهم والبقاء في السلطة بمبدأ (خد سرك معاك) ويأتي ذلك أيضًا من ضمن التمكن من العدو بإظهار الود وتبادل المصالح الشخصية بينهم من أجل بقائه وبقاء مصالحه ، وعند الوصول للمبتغى قام بفضح الجميع .
 
هذا ما فعلته شركات الإنتاج كما فعله الوزير مذكور أبو المجد مع محروس مطاوع وضعه في منصب كان السبب في فضح الوزير و إهانة الناس والتقليل من شأنهم وقدرهم والتدخل فيما لا يعنيه وتهميش أصحاب الاختصاص واستغلال أسرارهم وفساد بعضهم في الضغط عليهم وابتزاهم (ضرب الظالم بالظالم).

(يامن شرى له من حلاله علّه)
كم محروس وكم مذكور أبو المجد في المجال الفني؟

أستاذ إبراهيم الخميس باسمي وباسم الشرفاء في المجال الفني تقبل اعتذارنا لما حدث لك ونحن نتحمل مسؤولية التعدي عليك من شخص جاهل بمقامك وقدرك وتاريخك الفني، ونوجه هذا المقال إلى من يهمه الأمر في إيقاف هذه التعديات ومعاقبته.
 
عارف البحراني
2022/9/6