|

للدراسة والرفع إلينا

الكاتب : الحدث 2022-08-30 09:24:05

قبل فترة أعددت تقرير  لهذه الصحيفة الفتية (الحدث) عن معاناة موظف في إحدى الشركات الصناعية بمدينة الجبيل الصناعية من المحسوبية والعلاقات الشخصية (أمر دبر بليل ) حيث جهزوا لنقله من القسم الذي يعمل فيه منذ نحو عشرين عامًا من أجل إحلال زميل من (الشلة) مكانه .

وبعد أن طبخت (الصفقة)بين المسؤول وزملائه المقربين في الاستراحة لنقل الموظف المغلوب على أمره، نصحه زميل بأن يصعد الموضوع لإداراته العليا ،وبالفعل تم توجهه للمدير المسؤول عن الإدارة التي يعمل لديها وقدم شكواه على رئيسه الذي يرغب نقله لا من أجل مصلحة العمل بل من أجل مصلحه زملاء الاستراحة .

وكان من حسن حظ الموظف أن مدير الإدارة الذي قدم له الشكوى عادل ونموذج للمسؤول المثالي الذي يعطي الحق لأصحابه حيث إنتهت القصة بإلغاء النقل وتوبيخ  رئيس القسم ومجموعته خاصة وأنه بعد أن سأل عن الموظف وجده موظف مثالي ولم يجد أي سبب مقنع لنقله من عمله .

تفاصيل هذه القصة متعددة ولكن اختصرتها في الأجزاء الرئيسية فيها ولب الحديث والمغزى من هذه القصة هو إستمرار وجود المحاباة والمحسوبية في قطاعات عدة والتي تكون في كثير من فصولها ظالمة ومجحفة بحقوق من يستحقون حيث تجير لمن لايستحقون .

الكثير يعرفون أن مصطلح المحاباة والمحسوبية والواسطة هو نوع من جرائم القيادة والاستغلال وإساءة إستخدام السلطة الوظيفية.

كإعلامي وفي مجالس ولقاءات في أوساط مختلفة في المجتمع تحدث معي الكثير جدًا عن المحسوبية في التوظيف وفي الترقيات والحوافز حيث يكون الفيصل فيها للعلاقة  الشخصية أو القرابة وليس للجدارة أو الكفاءة .

وهناك شواهد كثيرة حصلت فيها مثل هذه الحالات خاصة فيما يتعلق بتقييم الاداء السنوي للموظفين في الشركات أو الترقيات وتحدث  معي فيه موظفين تضرروا من هذه المحسوبية حيث يقولون إذا أردت أن تفوز بالحوافز ماعليك إلا أن تتقرب من مديرك وتقدم له خدمات شخصية وتنظم لمجموعتهم خارج العمل كعضو استراحة ولعبة بلوت .

 وتفشي المحسوبية والواسطة لا يحتاج إلى دراسات كثيرة أو إستطلاعات رأي حتى تثبتها وتؤكد على انتشارها فهي متغلغلة وشائعة في أغلب الجهات الحكومية والقطاع الخاص .

وللأسف نجد أن العوامل التي ساعدت على تغلغل المحسوبية والفساد في تلك الجهات هو الخوف من المواجهة وجهل الموظفين  في كيفية التعامل مع هذه التصرفات خاصة وأن الهرم الإداري في بعض الجهات مكون من منظومة مترابطة وتعتمد على المحسوبية وخدمة وحماية مصالحهم وعدم الاصغاء لمن يتضرر أو يشتكي حماية للمنظومة  .

وفي الجانب الآخر هناك نوع آخر من أنواع الاستغلال والفساد الوظيفي يتمثل في سرقة المسؤول أو المدير لأفكار وجهود زملائهم الموظفين الصغار التي يطرحونها في اجتماعاتهم وتغييرها لصالحهم.

وفي سياق هذا الحديث أرى شخصياً أن هناك قياديين وصلوا إلى مراكزهم -بصريح العبارة- بالعلاقة والواسطة، وهذا هو بلاء منظمات الأعمال سواء خاصة أو حكومية وليس لدينا من الإجراءات الخاصة باختيار القياديين التي تقوم بها الجهات المهنية والمحترفة في اختيار قياديها وكل ما لدينا هنا اقطع لي وأقطع لك وفي النهاية تجد مدير جهاز أو مدير إدارة أو رئيس قسم لا يجيد سوى التوقيع على المعاملة .

في هذا الجانب يقول موظفون  تحول لنا معاملات لدراستها ونقوم بذلك حيث نحللها ونفصلها ونضع لها الاقتراحات والحلول ثم نرفعها بتقرير نهائي لمديرنا وهو بدوره يوقعها بإسمه وترفع للإدارة العليا حيث يكون هو صاحب الجهد علمًا بأنه لم يكن له جهد سوى عندما حول لنا المعاملة وكتب عليها (للدراسة والرفع إلينا) وهو بدوره يوجهها بتوقيعه الذي لايجيد غيره إلى الإدارة العليا التي للأسف تجير الجهد والإنجاز له كمدير مسؤول عن موظفين سلبت جهودهم حتى أن الكثير من فصيلة هذا المدير لايعرف التعامل الإيجابي مع الموظفين وتقدير جهودهم ولو بكلمة شكر أو إعطاء أي حافز ،وهمه الوحيد أن يكون هو في الواجهة وصاحب الإنجاز .

عبدالله آل غصنه