|

غلاء المهور فى الزواج وأثره على المجتمع

الكاتب : الحدث 2022-08-14 11:30:17

 
الشاعر  د / ناصر الدسوقي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
يا معشر الشباب منِ استطاع منكم الباءةَ فليتزوج ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء

والباءةُ هنا بمعنى المقدرة على الإنفاق على من يعول  ٠
والزواج وهو حفظٌ الفرج وتهذيبٌ للنفْسِ وحجبها عن الذلات والمعاصي فى ما حرَّمه  الله سبحانه و تعالى  ،
وقد قال المعصوم صلى الله عليه وسلم 
إن جاءكم مَن ترضَونَ دينه وخُلقه  فزوجوه
وقد ورَدَ أن رجلًا زوَّج ابنته وكان مهرها آيات من القرآن الكريم 
هذا فى وقتهم أنذاك  ، لكن في  وقتنا هذا وقد اختلفت الأمور وأصبح الشابُّ عليه مستلزمات كثيرة 
من المسكن والأثاث ومصروفات ليلة الزفاف وما قبلها وما يليها  ،
والعروس أيضا  ، أصبح الآباء يعانون كثيرًا من المستلزمات والمتطلبات التي أصبح مبالغًا فيها لحد بعيد ،
ومع كل هذا نجد الكثيرين من البنات فى عُمر الزواج يشترطن وآباءهن على نوعية الأثاث ومستوى التشطيب للمسكن  ، وفى ظل الإرتفاع الجنوني للأسعار ومنها  سعر الذهب نظرًا للارتفاع اللا معقول للدولار  ، نرى اشتراط لكمية من يسمى بالشَّبْكة والغلاء فى طلب المهر ومؤخر الصداق ظنًّا منهم أن ذلك يحفظ لها حقها وكرامتها وأنها لم تذهب رخيصة الثمن  .
ونرى أيضًا بعض الأشياء التى يشترط وجودها فى بيت الزوجية وللأسف لا يستخدمونها طيلة العشر سنوات الأولى من الزواج  .
ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة محتواها ( مسكن + أثاث منزلي + شبْكة ومهر + تجهيزات الفرح وخلافه  ) لوجدنا أن الشاب يحتاج تقريبًا لمليون جنيه بحد أدنى حتى يتزوج 
ونحن نشترط كمية الذهب وقيمة المهر ولا ندري أننا بجهلٍ منَّا نتسبب فى زيادة ظاهرة العنوسة بمجتمعاتنا  وأيضا زيادة نسبة الطلاق  ٠
وقد قال رسولنا الكريم 
تُنكح المرأة  لأربع  ،  وجميعنا يعلمهم  ، ولم يذكر زوجوا بناتكم لأربع 
علنا نتذكر وننتهج سُنة المصطفى
وختامًا

أزمــةْ حُــبْ 


قُلتُ أبى لقـدْ عَرَفـتُ فتـاةً كَحُورِ الجِنـانِ
لـم أرَ لـهــا مَـثـيـــــلاً فى بنـي الـبـشــــرْ
قوامهــا قَــدِيٌ وخَــدُّهــا وَردِيٌ وظِـلُّهَـــا
طَــيْــفٌ ونِعْـــمَ الــشَّـكـــلُ والـمـنـظــــــرْ
ومِنكَ أبى طلبًا لِخـطـبـَتها ونِصفُ الديـنِ
وإن لــم يَـكُــنْ فـأنا بِـدُونِهـا مُـتـضــــرِرْ
قــــــال لــــي أبــي ،،،  يــــا بُنَـــــــــــيَّ 
ليـسَ الجمـالُ جمــالَ الشكــلِ والمَنْظَـــرْ
وإنّـَمَــا جَـمَــــالُ الـــــرُّوحِ وَخِـفَّـتِهَـــــا
فَــذَاكَ هُــوَ الجَـمَـــــــــالُ الأَّطْهَــــــــــرْ
قُـلتُ أبتـاهُ وَمنْ آتـاهُ اللهُ الإثنينِ معـًا ؟
قــالَ كأنَّـمــا مَــزَجــتَ المِسكَ بالعَـنـبـَرْ
قُــلـــتُ أبـي فَهـــي  ،،،  كــذلِـكَ قـــال
فـلنَنْهَــضْ سَــوِيًّــا كَــىْ بِهــا  تَـظْـفَــرْ
جِـئْـنَــا أَبــاهـــا هَــمَّ مُـتَّـكَــــئي فقـــالَ
بُغْـيـتـُنَـــــا نِـصْــفُ الــدِيـــنِ لا أكْـثَــرْ
قــال ومــا الـسَّـبـِيــلُ فــى مَـثْـــوَاهـــا
كــى لا يكُـــونَ صَـفْــوُهَـــا مُـتَـعَـكِّــــرْ
وفــى الضَّجِـيــجِ بَــلاءٌ دُونَــهُ أَسْمَــى
وَخِـشْـيـَتِـــى فـيـــهِ ألاَّ تَـتـضَــــــــــرَّرْ
وهــل سَـتُـوَازِنُهــا ذَهَبــاً  فَكَـرِيـمَتـِي
مِـيــزَانُهـا نَفِـيــسٌ وَكَـمْ لَهَـا تُمْهِـرْ ؟
فَـنَفَرْتُ مِن مُتَّكَئِى فَزِعًا وقُلتُ مُتَّكَئي
عّــذرًا فَـمِمَّــا يَـقُــــولُ أنـا مُـتَـضَـرِّرْ
ولا تُـطِـيــقُ مَـسَــامِعِـي لِهَـذا سَـمْعَـًا
وإِنِّى  أَظُـنُّـهُ  يهْــزُو وأَراهُ  يُـثَــرْثِـرْ
ونظرْتُ لها والدَّمُ راوَدَ عَيْنَاي وقُلتُ
قارُورَتي إِنْ كُنْتِ عَبلهْ فَلستُ أنا عَنْتَرْ

شعر  ناصر الدسوقي
 وللموضوع عدة مقالات قادمة