٠٠ قيمة مشاعر الناس ليس إقتراح٠٠
ذات مساء كنت أتصفح إحدى الصحف الإلكترونية إذ لفت انتباهي مقال لأحد المواطنين يقترح فيه إضافة فقرة في بطاقة الهوية الوطنية تحت مسمى الرجل المخلوع
فهل هذا المواطن توغل داخل بيوت المجتمع واطّلع على كافة أسرارها حتى يقترح هكذا اقتراح !!
بطاقة الهوية الوطنية تحمل الإسم الرباعي للمواطن وسجله المدني وتاريخ ومكان ولادته وتاريخ ومكان صدور الهوية غير ذلك من الصفات أو المؤهلات العلمية أو الصفات التي يحملها المواطن فيوجد بذلك ملف خاص به تحتفظ بها الأحوال المدنية ولا يحق لأي شخص أخذ معلومات من ذلك الملف إلا بطلب من جهة مسؤولة تريد ذلك !!
صفة المنصب ستزول يوما ما وصفة ورتبة المسؤول ستزول كذلك والعمر بأكمله سيزول لكن مشاعر الناس ستبقى واعمالهم ستُخلد في ذاكرة الآخرين إما بإحسان سيذكرون وإما بسوء سيذكرون ولنا في تقلبات
الحياة أكبر درس وأكبر عظة فياما أشخاص رحلوا كان يقال عنهم كذا وكذا والآن يتمنون وجودهم !!
الأمثلة على ذلك كثيرة منها من يقول أبي كان يقسوا عليّ أو مديري بالقسم كان قاسياً وفلان لم يعمل معي معروفاً وهكذا
وعند مغادرة الأب للحياة وشاهد قساوة الأيام والسنين تمنى وجود أباه بكل قساوته وعندما غادر مديره العمل وجاء مدير آخر تمنى وجود مديره السابق بكل قساوته وفلان الذي لم يعمل معروفاً ربما كان ذلك المعروف يعود عليه بالخيبة والخسران !!
لا أحد يسكن داخل قلب أحد ولا يعرف أسرار حياته كي يقترح شيء ليس قيمة في الوجود رؤساء دول كان يقال عنهم مخلوعين تتمنى شعوبهم الآن وجودهم لما ذاقوه من قساوة من جاء بعدهم !!
الرجل رجل والمرأة مرأة كل ٌ له أسراره وظروفه في الحياة والمرأة التي تخلع زوجها إنما تقدم له مال مقابل ذلك الخلع وقد يأتي ذلك الخلع بخير لكليهما وتبقى الزوجة بعد الخلع بكامل كرامتها والزوج كذلك !!
الخُلع والطلاق بين الزوجين ليس نهاية المطاف وإنما هي حلول ودرء لمخاطر أشد وبالاً وإلاّ لما وجد بالشرع مايستوجب الخُلع والطلاق
فالمرأة مصانة وعفيفة والرجل كذلك وقد سمعنا ورأينا مطلقات تزوجن مرة أخرى وعشن حياة كريمة وصرن رائدات بالمجتمع وقس على ذلك الرجال المخلوعين إن جازت التسمية !!
( المجتمع بأسره رجل و امرأة )
٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠