الحاجز الوهمي في منصات العرضة و القلطة
صالح هلال المتعاني
برز مصطلح في الفن والأدب المسرحي قديمًا اسمه " الحاجز الوهمي " وهو استشعار حسي للممثل على خشبة المسرح أن ثمة حاجز يفصله عن الجمهور الذي يشاهده أثناء أداءه لكي يكون هناك حد فاصل بينهما و هذا الحاجز يكون وهمياً
الهدف منه هو أن يشعر الممثل و الجمهور باستمتاع كلًا منهما في مكانه الطبيعي .
لو أخذنا ذلك الحاجز و طبقناه على منصة شِعر العرضة و القلطة لو وجدنا أنه يختلف من حفل لآخر فتارة تجد حفل تنظيمياً ( ملّمُوْمه ) كما يقال باللهجه العامية أي أنها منظمة بشكل جيد وتارة تجد حفلة سيئة تنظيميًا خارجه عن النص
معول الهدم فيها ( أحيانًا ) هم أصحاب المناسبة أنفسهم فلا يستطيعون ضبط إيقاع حفلتهم إما
بأفكارهم وأسلوب تنظيمهم أو بكثرة المتدخلين فيها .
يأتي المعول الثاني في الهدم هم ( بعض ) الشعراء
إذ تجد بينهم تصفية حسابات إما لأمور شخصية أو قصائد سابقة أو تحت ضغط جمهور يتمادى تأثيرهم إلى تلك المنصة وبذلك ينكسر معه الحاجز الوهمي ، كل جمهور يريد أن يكون شاعره له كلمة الفصل و يكون فرس الرهان في تلك الجولة أو أحيانًا ما يسمى بحرب النجوم فتصبح منصة الحفله ك ( حلبة أو مسرح ) شاهد عصر على حوار درامي
لا يخلو من الآكشن و العراك و التلاسن تصبح الضحية فيها الحفلة ، وأحيانًا الشاعر نفسه
وسبب آخر يلوح في الأفق في سماء كل حفلة وهو تأثير الإعلام الجديد و ماكنته وآلته في سرعة إنتشار
الحفله وهي أحيانًا تخدم أجندة معينة أو شعراء معينين أو حتى جمهور محب لما يسمى بالقوارع النارية أو الحماسية يدفعهم بذلك ضغط
" المخرج عاوز كدا " واللي كثير منها يخرج عن النص و القالب الشعري لأن ( بعض الشعراء ) يستغلها لصالحه ثم يبدأ الهجوم على زميله الآخر على طريقة " حكم عليك الأمر ..و الأمر لله "