|

الجبيل الصناعية .. ومناهجنا الدراسية 

الكاتب : الحدث 2022-08-10 09:09:25

 دار نقاش بيني وبين أحد الاشخاص  سألني فيه عن الجبيل وتفاجأت أنه لا يعرف عن المدينة إلا أنها مدينة تتوفر بها شركات ويسأل عن فرص التوظيف وعندما سألته هل تعرف  مدينة الجبيل الصناعية والهيئة الملكية بالجبيل أجاب أنه لايعرف عن الجبيل سوى أنها مدينة شركات وللأسف هذا هو رأي الكثير حتى أنه لم يعرف الهيئة الملكية للجبيل وينبع .

دائمًا ما أتوقف عند الزيارات المتكررة للوفود المحلية والأجنبية التي تزور مدينة الجبيل الصناعية والتي لاتتوقف بشكل يومي على مدار السنة وهدفها الأول الإطلاع على تجربة إنشاء هذه المدينة النموذجية.

مدينة الجبيل الصناعية التي تشرف عليها الهيئة الملكية بالجبيل نموذج مثالي للتخطيط الهندسي والحضاري والمعماري يستحق أن يتضمن المناهج في مدارسنا بتفاصيل كاملة لهذه التجربة الفريدة في الإنشاء لتنفيذ  إستراتيجية التنمية التي تهدف إلى إنشاء اقتصاد متنوع وتقليل الإعتماد على إيرادات الزيت الخام .

هناك الكثير من الجهود وقصص الإعجاز التي مرت بها مراحل بناء  المدينة خاصة أن هناك سياسيين وصناعيين غربيين اطلقوا ضحكات الاستهجان عندما ورد إليهم عزم المملكة إنشاء المدينة فكانوا يقولون أن السعوديين يحلمون ويتعلقون بالمستحيل  لبناء مدينة صناعية في وسط مستنقعات ملحية وكثبان رملية .

ولا أود الخوض في هذا الشأن لأن المدينة أصبحت حقيقةً وواقع ملموس وكانوا هم أول من استفاد وأشاد بذلك بل تسابقوا للمشاركة في  الاستثمارات المختلفة بالمدينة .

وأعود إلى مسألة التعريف للأجيال لدينا بهذه القصة الملهمة من خلال المناهج الدراسية والتعريف بها كإرث حضاري وصناعي وإنجاز تاريخي وعالمي .

أنا أجزم أن هناك الكثير من أبناء البلد  كما بدأت المقال بقصة ذلك الشخص الذي تحدثت معه لايعرفون عن المدينة التي تتحدث عنها الوفود الدولية ويصفونها بأنها مدينة القرن الواحد والعشرين بعد إطلاعهم على  الإعجاز والتحديات  في قصة بناءها وهذا يحتاج إلى تعريف به في المناهج كما هي المناطق والمدن والإنجازات التي احتوتها الكتب المدرسية في مجالات مختلفة .

من خلال مدينة الجبيل الصناعية أيضا يمكن لطلاب الهندسة بالجامعات بمختلف تخصصاتها وخاصة  المعمارية والتخطيط الحضري بالاستفادة من النماذج والمخططات الهندسية التي بنيت عليها المدينة وكذلك طلاب المعاهد والكليات الزراعية حيث يوجد بالمدينة أكبر مشروع تشجير في العالم لمدينة سكنية هذا فضلًا عن النماذج الهندسية المعمارية للمرافق الخدمية والمباني التي نفذت بإمتياز.

وعودة للوفود الزائرة للمدينة فإني أدعو الوزارات والهيئات المختلفة داخل المملكة وخاصة الخدمية مثل الأمانات والبلديات منها إرسال وفودها إلى الجبيل الصناعية للاستفادة من تجاربها وتطبيق مايستطيعون من أفكار خاصة أن هناك وفود بلدية كثيرة جاءت من معظم دول الخليج والعالم العربي للإطلاع على تجارب المدينة والاستفادة منها .

وعندما نتحدث عن الجبيل الصناعية فانه لايمكن أن نتجاوز قطاع التعليم بالمدينة الذي هو بحد ذاته تجربة فريدة في إدارة المدارس بالمدينة حتى أنه يمكن الاستفادة من تجارب مدارس الهيئة الملكية بالجبيل المتطورة بشكل كبير جدًا والذي مكنها من الفوز بجائزة اليونسكو كافضل مدينة للتعلم بالعالم .

ومن الاشياء التي يفخر بها سكان المدينة وانا منهم كأحد سكان المدينه هو عدم المعاناة  من أي مشكلة اثناء هطول الأمطار حتى وإن استمرت على مدار الساعة لأيام وذلك بسبب وجود شبكة تصريف مياه الأمطار التي صممت بأسلوب هندسي فريد لتصريف المياه بعكس معاناة مدن كثيره من تجمع المياه وتوقف الطرق وتضرر المرافق .

وحسب المختصون عن الشبكة أن السر يكمن في التخطيط والتصميم التفصيلي الذي جعل قنوات التصريف كمنظومة متكاملة فكل مستوى مبني على فترات زمنية مختلفة لأعلى كثافة من الأمطار المحتملة فمثلًا تم تصميم قدرة القنوات الرئيسية على أكثر كثافة هطول أمطار في 50 سنة وبعضها 100 سنة حسب أهمية قناة التصريف الرئيسية وقنوات التصريف الثانوية على أقصى كثافة هطول أمطار لمدة 25 سنة ثم شبكات تصريف الشوارع السكنية لأقصى كثافة هطول أمطار ولمدة 10 سنوات".

الحديث كثير جدًا عن مميزات مدينة الجبيل الصناعية ولا يمكن الانتهاء منها ويحتاج إلى متخصصين للحديث عنه وهذا ماسيجده الوفد الزائر للمدينة من خلال ماسيشاهده في مركز زوار الهيئة الملكية بالجبيل وهو المكان الذي يستقبل الزوار ويحكي قصص ونماذج من إنشاء مدينة الجبيل الصناعية ..والهيئة الملكية بالجبيل ترحب بزيارتها بعد التنسيق معها من قبل الوفود الراغبة زيارتها .. وثقوا أنكم ستشاهدون ملحمة كفاح ومعجزة بناء  .


عبدالله آل غصنه