|

الثقة في زيارة بايدن

الكاتب : الحدث 2022-07-16 01:17:41

 

الدكتور صالح الحمادي
يمكن القول إن الشعور الداخلي عند المواطن السعودي البسيط هو انعدام الثقة في أي رئيس أمريكي مهما كانت تصريحاته ومهما كانت وعوده.
هذا الشعور أتى نتاج تجارب ومواقف سابقة ليس آخرها الفردة الأولى أوباما، ثم الفردة الثانية ترامب، فبين الفردتين كانت المراوغة حاضرة بدهاء ليس جديد علينا كسعوديين، بل عزف معتاد للعالم كله وبالذات دول المنطقة العربية.
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للسعودية لفتح صفحة جديدة قد تكون نسخة من صفحات أوباما وترامب، وقد تكون أسوأ ولن يثير ذلك دهشتنا لأن الخُبث من معدنه لا يستغرب، وقد تكون أفضل، هذه الصفحات تحدد سطورها مكاسب أنية، ومكاسب مستقبلية تحددها ظروف أمريكا ذاتها، وأوضاعها الداخلية التي قد تفرز سطور حيوية فيها مصالح مشتركة وعادلة ومنصفة، وبسيناريو مختلف شكلًا وموضوعًا، وقد تفرز فتح كشك جديد للأوهام تباع فيه المواعيد العرقوبية، والتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
التصور التفاؤلي ترسم ملامحه عقلية بايدن ذاته لعله يتجه للجانب السلمي، والتعامل الراقي، والانتقال من سيناريو توزيع القلاقل والفتن التي يحسن الغرب استثمارها بشكل بشع، إلى سيناريو سلام واستقرار، وتعديلات مسارات الاقتصاد، والتبادل النفعي والرقي بحضارة الانسان بدلًا من صراعات يذهب ضحيتها الأبرياء. 
التصور التشاؤمي أن تحضر العجرفة والغرور وسوء الخلق فتستمر الأوضاع  في مربعها الأول لا كاسب في ذلك ، وبالتالي يستمر "حليس في جرابه" ليصطدم بمواقع سعودي مختلف، وتحولات تتضح ملامحها ببوصلة الجهات الأصلية والفرعية التي ترحب بشراكة السعودية الاقتصادي على كافة الصعد.
هل يحضر بايدن ليبدأ مرحلة سياسية فيها خير أمريكا وخير العالم كله؟ أم يحضر ليؤكد دور عاصمة الشيطان الحيوي في تصدير الفواجع والدمار والحروب والأمراض بحجة استثمار هذه المواجع من أجل بناء إمبراطورية أمريكية على حساب إراقة الدماء والتشريد والضياع؟
الثقة قبل زيارة بايدن معدومة ، والسياسة لا تعترف بالمبادئ والقيم، وأمريكا لا تعترف بشيء، ويبقى الباب مفتوحاً على مصراعيه أما مرحلة جديدة، وتاريخ جديد من العلاقات بين البلدين، ومكتسبات عدة، أو "بلوك" مرحلي على طريقة باب يجيك منه ريح صكه واستريح.