|

الإخراج المسرحي بين الخبرة والإبداع. 

الكاتب : الحدث 2022-07-15 06:15:06

نرى ونشاهد الكثير من المسرحيات سواءٌ على المسارح العامة أو الخاصة ، منها الإجتماعية والسياسية والعلمية ومنها الفكاهيةُ التى تَحمِل فى مضمونها أيضًا موضوعًا بعينه .
نرى الممثلين على خشبة المسرح يؤدون أدوارهم ونرى الديكورات والمؤثرات الخاصة بالعرض ، السمعية والبصرية ، 
لكن هناك وراء الكواليس شخصٌ يُحركُ كل هذا ليَخرُجَ العملُ فى أبهى صُورة 
ألا وهو (  المخرج ) 
وهنا يختلف الإخراج المسرحي  عن الإخراج السينمائي والتليفزيون ، حيث أن  المخرج هو صاحب العرض المسرحي الذي يُحوِّلُهُ مِن نص أدبي إلى عالمٍ وواقعٍ على خشبة المسرح ، 
وهناك بعض العروض ما يستغرقُ شهورًا عديدةً فى البروفات والتحضير 
كذلك الحال أيضًا فى الإخراج السينمائي ، 
لكن نظرًا لوجود الكاميرات والإضاءة المتزامنة والتكنولوجيا الحديثة يُعَدُّ الإخراجَ السينمائي أيسرَ وأسهلَ بكثيرٍ من الإخراجِ المسرحي ، 
وتَلعبُ الديكوراتُ هنا دورًا لا يَقلُّ أهميةً عن باقى أدواتِ العرضِ المسرحي حسب رؤيةِ المخرج وتصَوُّرِه لطريقةِ العرض ، 
حيث المكانَ واحد ، والزمانُ واحد ، على العكس فى نظيرهِ السينمائي، 
حيثُ اختيار الوقتِ والمكانِ المناسبين للأحداث ، 
وأيضًا المونتاج ، ما يتيح للمخرجِ الإبداعَ فى العملِ السينمائي
والممثلُ هنا هو الأداةُ الأولى لدى المخرجِ بعد وَضعِ تصورهِ واختيارِ ديكوراتِه 
لأنه يكونُ فى مواجهةٍ مباشرةٍ مع الجمهورِ طيلةَ فترةِ العرض ، مِمَّا يراهُ البعضُ فيهِ مِنَ الرهبةِ ما يجعلَهُ أمرًا صعبًا بعض الشيء ، وليس الجميعُ لديهم الملكةُ والجَرْأةُ لذلك ، والبعض يكتسِبُها 
بالممارسة ، 
وأيضًا هناك أمامَ الكاميراتِ والمؤثراتِ الضوئيةِ يراه البعض أمرًا مهيبًا ، 
حيث لا يجرؤُ بعضُ الممثلين مواجهة الكاميرا لأول مرة ، 
وهنا يكونُ دورَ مُخرجِ العملِ في اختيارِ أدواتِهِ  وممثلينه الذين سيُجسِّدُونَ هذا 
لكن يَبقَى الإخراجُ المسرحي ذا حِرفيةٍ ومَلَكةٍ خاصةٍ 
فهو مَجالُ واسعٌ وبحرٌ خِضَمٌّ لا يستطيعُ البعضُ السباحةَ فيه . 
حقِّا المسرح بالجميع 
مادةٌ بأدواتٍ ومؤثراتٍ وممثلينَ  ومِن قبلِهِم مُخرِجٌ عبقري
وجمهورٌ مُتَلقٍّ بوَعىٍ وفَهمٍ شديدينِ
لا يكتملُ العملُ المسرحي 
هذا هو المسرح 

الشاعر ناصر الدسوقى
جمهورية مصر العربية