الإخراج المسرحي بين الخبرة والإبداع.
نرى ونشاهد الكثير من المسرحيات سواءٌ على المسارح العامة أو الخاصة ، منها الإجتماعية والسياسية والعلمية ومنها الفكاهيةُ التى تَحمِل فى مضمونها أيضًا موضوعًا بعينه .
نرى الممثلين على خشبة المسرح يؤدون أدوارهم ونرى الديكورات والمؤثرات الخاصة بالعرض ، السمعية والبصرية ،
لكن هناك وراء الكواليس شخصٌ يُحركُ كل هذا ليَخرُجَ العملُ فى أبهى صُورة
ألا وهو ( المخرج )
وهنا يختلف الإخراج المسرحي عن الإخراج السينمائي والتليفزيون ، حيث أن المخرج هو صاحب العرض المسرحي الذي يُحوِّلُهُ مِن نص أدبي إلى عالمٍ وواقعٍ على خشبة المسرح ،
وهناك بعض العروض ما يستغرقُ شهورًا عديدةً فى البروفات والتحضير
كذلك الحال أيضًا فى الإخراج السينمائي ،
لكن نظرًا لوجود الكاميرات والإضاءة المتزامنة والتكنولوجيا الحديثة يُعَدُّ الإخراجَ السينمائي أيسرَ وأسهلَ بكثيرٍ من الإخراجِ المسرحي ،
وتَلعبُ الديكوراتُ هنا دورًا لا يَقلُّ أهميةً عن باقى أدواتِ العرضِ المسرحي حسب رؤيةِ المخرج وتصَوُّرِه لطريقةِ العرض ،
حيث المكانَ واحد ، والزمانُ واحد ، على العكس فى نظيرهِ السينمائي،
حيثُ اختيار الوقتِ والمكانِ المناسبين للأحداث ،
وأيضًا المونتاج ، ما يتيح للمخرجِ الإبداعَ فى العملِ السينمائي
والممثلُ هنا هو الأداةُ الأولى لدى المخرجِ بعد وَضعِ تصورهِ واختيارِ ديكوراتِه
لأنه يكونُ فى مواجهةٍ مباشرةٍ مع الجمهورِ طيلةَ فترةِ العرض ، مِمَّا يراهُ البعضُ فيهِ مِنَ الرهبةِ ما يجعلَهُ أمرًا صعبًا بعض الشيء ، وليس الجميعُ لديهم الملكةُ والجَرْأةُ لذلك ، والبعض يكتسِبُها
بالممارسة ،
وأيضًا هناك أمامَ الكاميراتِ والمؤثراتِ الضوئيةِ يراه البعض أمرًا مهيبًا ،
حيث لا يجرؤُ بعضُ الممثلين مواجهة الكاميرا لأول مرة ،
وهنا يكونُ دورَ مُخرجِ العملِ في اختيارِ أدواتِهِ وممثلينه الذين سيُجسِّدُونَ هذا
لكن يَبقَى الإخراجُ المسرحي ذا حِرفيةٍ ومَلَكةٍ خاصةٍ
فهو مَجالُ واسعٌ وبحرٌ خِضَمٌّ لا يستطيعُ البعضُ السباحةَ فيه .
حقِّا المسرح بالجميع
مادةٌ بأدواتٍ ومؤثراتٍ وممثلينَ ومِن قبلِهِم مُخرِجٌ عبقري
وجمهورٌ مُتَلقٍّ بوَعىٍ وفَهمٍ شديدينِ
لا يكتملُ العملُ المسرحي
هذا هو المسرح
الشاعر ناصر الدسوقى
جمهورية مصر العربية