|

٠٠يوم وذكرى ٠٠

الكاتب : الحدث 2022-07-08 09:37:52

 

ما إن يحل يوم عرفة إلا ّ وتتجدد الذكرى لدى الكثير من الناس إما ذكرى لحاج أو لمقيم لم يكتب له الحج وإما لشخص ٍ ارتبط بعمل أو مغترب ٍ كان له مع الغربة ذكرى  ارتبطت بذلك اليوم !!

كنت برفقة أحد الأقارب بيوم عرفة في عرفات قبل ثلاثة عقود من الزمن وكان الشاخص الذي يعلو قمة جبل عرفات صغير الحجم ليس كما هو عليه الحال اليوم وكان الحجاج يتزاحمون حول ذلك الشاخص فقلت لقريبي لماذا لا نذهب إلى هناك ظنا ً مني أن الوقوف على قمة الجبل عند الشاخص من ضروريات الحج !!

قال قريبي اذهب أنت وانتبه لا تضييع وبعدها نجلس نبحث عنك 
قلت خيراً إن شاء الله وذهبت إلى قمة الجبل وصلت إلى قمة الجبل بصعوبة بالغة وعند الوصول وجدت أغلب الكثير من الحجاج يمسحون بأيديهم ذلك الشاخص ومنهم من يلتقط صورة تذكارية بكاميرا يطلق عليها كوداك على ما أذكر وكانت الصورة بعشرة ريالات والكثير من الحجاج متجهين نحو الغرب ولم أكن اعرف وقتها أن إتجاه القبلة نحو الغرب من عرفات لأني متعود على إتجاه القبلة نحو الشمال من القرية التي أقطن بها !! 

رجعت عند قريبي دون أن أضيع أو اخذ صورة  على الأقل وكنت أفكر في تلك الجموع الغفيرة المتجهة للغرب سألني قربيي كيف وجدت الجبل قلت له بلهجة عامية "ناس باسل عيونهن غرب ما أدري مهو معاهن قال مهو يسوون قلت واقفين ممعاهم ولا شغلة !! "
المهم أنه كان بجوارنا مجموعة حجاج قاموا للصلاة فقمنا معهم وصلينا الظهر والعصر جمعا ً وقصراً ووقفنا معهم ندعي حتى إذا ما انتهينا جلسنا تحت شجرة لا يكاد ظلها يغطي ثلاثة أو أربعة أشخاص !! 

قبل ثلاثة عقود من الزمن لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة موجودة ولم يكن الحال على ما هو عليه الآن ولم يعلم أهلنا عن حالنا أي شيء خلال فترة الحج إلا ّ بعد أن عدنا إلى القرية !! 

جاء يوم عرفة هذا العام ولم يُكتب لنا أن نقف بعرفات دونت فيه ذكرى أن هذا اليوم كان يوم جمعة ويوم صوم عرفة ويوم نزول المطر في موسم الغبرة سائلاً الله عز وجل أن يوفق حجاج بيت الله الحرام لإكمال مناسكهم وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وكل القائمين على خدمة ضيوف بيت الله الحرام . 
                          
           ٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠