|

ملعب كرة القدم صديق للبيئة .. مصنوع من الخشب فقط

الكاتب : الحدث 2021-07-17 01:17:36

تخطط شركة "فورست جرين روفرز" في غرب إنجلترا لبناء أول ملعب حديث لكرة القدم في العالم بالكامل تقريبا باستخدام أحد أقدم مواد البناء، الخشب.
يتباهى النادي بأن الملعب الذي يتسع لخمسة آلاف مقعد، الذي صممته زها حديد للمهندسين المعماريين، سيكون "أكثر استاد صديقا للبيئة في العالم" ويدعم التزام لاعبيه بالنزعة النباتية.
يأمل نادي كرة القدم، الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الدرجة الثانية ويهدف إلى الارتقاء إلى مستوى اسمه "فوريست جرين"، أن يكمل بناء الملعب في غلوسترشير بحلول عام 2025 في مثال على عودة ظهور المواد.
ارتفع الطلب على المباني القائمة على الأخشاب على خلفية حملة المنتجات الخضراء والمستدامة وزيادة في تحسينات المنازل والشراء، التي غذاها العمل عن بعد، وأسعار الفائدة المنخفضة.
من المقرر أن تستفيد شركات الأخشاب مثل "ستورا إينسو" الفنلندية و "كيه إل إتش ماسيفهولز" و"بيندرهولز" النمساوية، حيث تتوقع مجموعة الشمال نموا سريعا في أسواق مثل الأخشاب المصممة هندسيا.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار الأخشاب في الولايات المتحدة بأكثر من النصف على مدى الشهرين الماضيين حيث بدأ الأمريكيون في الذهاب لقضاء إجازة مرة أخرى بدلا من التجديد، لا تزال أسعار الخشب المنشور يتم تداولها عند 782 دولارا لكل ألف قدم لوحة، وهو أعلى بكثير من سجلها قبل انتشار الوباء.
قفزت أسعار الأخشاب المنشورة الفنلندية، وتعد دليلا إرشاديا للسوق الأوروبية، 57 في المائة في عام لتصل إلى 270 يورو للمتر المكعب حيث تعمل المناشر بكامل طاقتها.
تقليديا، تم استخدام الخشب لبناء منازل صغيرة في أمريكا الشمالية والدول الاسكندنافية واليابان. ولكن الآن تدفع الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم لتوسيع استخدامها في المباني العامة والمنازل والمكاتب الكبيرة.
يولد البناء 10 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، التي يمكن أن تساعد الأخشاب على تقليلها عن طريق استبدال الخرسانة والصلب، مع تخزين ثاني أكسيد الكربون في مواد البناء.
يتوقع أندرو كاربنتر، الرئيس التنفيذي لجمعية الأخشاب الإنشائية في المملكة المتحدة STA) زيادة كبيرة في استخدام الأخشاب، مدفوعة بأهداف صافي الكربون الصفري.
في الوقت الحالي، تم بناء منزل واحد فقط من كل أربعة منازل من الأخشاب في جميع أنحاء المملكة المتحدة، لكن جمعية الأخشاب الإنشائية تتوقع أن يرتفع هذا إلى واحد من كل ثلاثة في الأعوام القليلة المقبلة بعد أن أوصت لجنة تغير المناخ التابعة للحكومة باستخدامه في عام 2019.
طلبت فرنسا أكثر من نصف المواد المستخدمة في جميع المباني العامة لتكون من الخشب أو مواد مستدامة أخرى، في حين قررت حكومة ويلز بالفعل استخدام جميع الإطارات الخشبية في برنامج المنازل بأسعار معقولة من عام 2022.
يتركز كثير من الإثارة على الأخشاب المصممة هندسيا، خاصة الأخشاب المصفحة المتقاطعة التي لها عديد من الطبقات المختلفة ويمكن تصنيعها مسبقا في مصنع إلى أقسام كبيرة من المبنى.
يمكن استخدام "الجلولام"، وهو نوع آخر من الأخشاب المصفحة، لفترات أطول وأحمال أثقل، ويوفر بديلا للحزم الفولاذية التي تكون أخف وزنا 80 في المائة تقريبا.
من المقرر أن يتم إنشاء المقر الرئيسي الجديد لـ"جوجل" في لندن باستخدام الأخشاب المصفحة، بينما تستثمر "ألفابيت" الشركة الأم لـ"جوجل" في حي للأخشاب في تورنتو.
يقول ديفيد هوبكنز، الرئيس التنفيذي لاتحاد تجارة الأخشاب في المملكة المتحدة، إن الخشب يفسح المجال للتصنيع خارج الموقع لأنه خفيف وقوي ويمكن تركيبه في الموقع بسرعة. "هذا من شأنه أن يساعد صناعة البناء على نقص العمالة وضعف الإنتاجية" حسبما أضاف.
قال هوبكنز، الذي يمثل اتحاده التجاري 1500 شركة بريطانية، "لقد حان وقت ازدهار الأخشاب. هناك أجندة طبيعية للحياة. إنها تحسن الإنتاجية في عملية البناء وتعود إلى الموضة من وجهة نظر جمالية".
اشترى بعض شركات بناء المنازل، مثل "بارات" و"كونتري سايد" و"بيرسمون" شركات تصنيع الإطارات الخشبية لمنحهم السيطرة على سلسلة التوريد الخاصة بهم.
إضافة إلى ذلك، كانت هناك زيادة في الكسوة الخشبية في مجموعة من المباني المتوسطة إلى المنخفضة الارتفاع، بمساعدة التغييرات في قوانين البناء الأمريكية والمهندسين المعماريين الذين يختارون المنتجات المتجددة، كما قال ريتشارد ووترهاوس من "إن بي إس"، ما يساعد المصممين على تحديد المواد المناسبة.
يتم استخدام المواد في ناطحات السحاب. أطول مبنى خشبي في العالم برج "ميجوستارنت" النرويجي الذي يبلغ ارتفاعه 85 مترا، في حين تم وضع خطط لبناء ناطحة سحاب بطول 120 مترا مصنوعة من الخشب في فانكوفر.
ومع ذلك، واجهت سوق الأخشاب بعض النكسات والإخفاقات. التكاليف المتصاعدة والتمويل من المقرض المنهار جرينسيل يعني أن شركة "كاتيرا" الناشئة اضطرت إلى تقديم طلب إفلاس في حزيران (يونيو).
وعلى الرغم من أن برج جرينفيل لم يكن مصنوعا من الخشب، إلا أن حريق عام 2017 في مبنى سكني في لندن جعل صانعي السياسات قلقين من تشجيع استخدام الأخشاب لأنه ينظر إليه على أنه قابل للاحتراق.
تجادل أرقام الصناعة بأن مخاوف خطر الحريق في الهياكل الخشبية مبالغ فيها، على الرغم من المآسي مثل حريق ملعب "برادفورد سيتي" لكرة القدم الذي أودى بحياة 56 شخصا في عام 1985.
يقولون، كما هو الحال بالنسبة لجميع المواد، إنها مسألة تتعلق بكيفية تركيبها ومعالجتها. قال ووترهاوس من "إن بي سي"، "إذا كنت تفعل كل هذه الأشياء بشكل صحيح، فإن (الخشب) مادة آمنة ومستقرة جدا".
سيتم معالجة ملعب "فورست جرين" بطلاء يبطئ انتشار الحريق، بينما ستكون هناك مخارج صافية مصممة للهروب السريع.
ومع ذلك، قال فريد ميلز، مقاول محترف سابق ومؤسس "ذا بي ون إم" قناة البناء الأكثر اشتراكا على اليوتيوب، إن المواد واجهت معركة شاقة للحصول على قوة دفع لاستخدامها في المباني العامة في المملكة المتحدة.
وأضاف، "إحدى أكبر المشكلات أن لدينا تفضيل ثقافي متأصل في الخرسانة والصلب. لدينا ثقافة بناء الأشياء بتكلفة زهيدة قدر الإمكان... في COP26 (مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في غلاسكو في وقت لاحق من هذا العام)، لا يمكننا القول إننا نريد أن نقود أهداف المناخ ثم نواصل البناء بالخرسانة والفولاذ".
لكن على الرغم من العقبات، يمضي بعض المجموعات قدما في خطط التوسع حيث يتوقعون زيادة القدرة.
يخطط روب هاريس، الرئيس التنفيذي لشركة "أكسيس تكنولوجيز"، التي تستخدم الخل الصناعي لإعطاء خصائص الخشب الصلب للخشب اللين، لزيادة الطاقة الإنتاجية خمسة أضعاف بحلول عام 2025 من مستويات عام 2019 بعد بيع ما يكفي من الخشب لملء 24 حمام سباحة بالحجم الأولمبي في العام حتى آذار (مارس).
وقال، "هذا التحول هائل، لكنه ليس بالضرورة مدفوعا بالسياسة"، مشيرا إلى أن سوق المكاتب كانت تتحرك بشكل أسرع من القطاع السكني في التحول إلى مادة ذات أوراق اعتماد خضراء قوية.